أحلى حياةمدير عام المنتدى
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: أنواع القلوب الجمعة 19 مارس 2010, 10:52 pm | |
| لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها، انقسم بحسب ذلك إلى ثلاثة أقسام: القلب الصحيح أو السليم ، والقلب الميت ، والقلب المريض .
1 - القلب الصحيح :
هو القلب السليم الذى لاينجو يوم القيامة إلا مَنْ أتى الله تعالى به، كما قال تعالى : { يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } ( الشعراء :الآية : 88 -89 ) .
وقيل في تعريفه: إنه القلب الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ، ومن كل شبهة تعارض خبره ، فسلم من عيودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله، فخلصت عبوديته لله تعالى، إرادة ومحبة، وتوكيلاً ، وإنابة ، وإخباتاً وخشية ، ورجاء ، وخلص عمله لله ، فإن أحبَّ أَحَبَّ في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الإنقياد والتحكيم لكل مَنْ عدا رسوله فيعقد قلبه معه عقداً محكماً على الإتمام والإقتداء به وحده ، دون كل أحد فى الأقوال والأعمال ، فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول، ولا عمل ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الحجرات : 1 ) .
2 – القلب الميت :
وهو ضد القلب السليم، فهو لايعرف ربه ، ولا يعبده بأمره، وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ، ولذاته ، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه ،فهو لايبالى إذا فاز بشهوته وحظه رضى ربه أم سخط ، فهو متعبد لغير الله ، إن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وأن أعطى أعطى لهواه ، وإن منع منع لهواه، فهواه آثر عنده ، وأحب إليه من رضى مولاه، فالهوى إمامه والشهوة قائده، والجهلُ سائقه، والغفلةُ مركبهُ ، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور ، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور، ينادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد فلا يستجيب للناصح، ويتبع كل شيطان مريد، الدنيا تسخطه وترضيه، والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه ، فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سمّ ، ومجالسته هلاك.
3- القلب المريض :
قلب له حياة وبه علة تمده هذه مرة وهذه أخرى،وهو لما غلب عليه منهما، ففيه من محبة الله تعالى ،والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه، ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات ، وإيثارها، والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب، ما هو مادة هلاكه وعطبه، فهو ممتحن من داعيين: داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ، وداع يدعوه إلى العاجلة، وهو إنما يجيب أقربهما منه باباً ، وأدناهما إليه جواراً .
فالقلب الأول : حي ، مخبت ، لين واع.
والثانى : يابس ، ميت .
والثالث : مريض ، فإما إلى السلامة أدنى، إما إلى العطب أدنى.
الموضوع : أنواع القلوب المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: أحلى حياة |
|