تمهيد ,,,يقول الله عز وجلّ : ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء 46
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
وبعد:-.
فإن دولة اليهود (إسرائيل) قامت على مجموعة من الأساطير والخرافات ، التي استطاعت تحويلها إلى معتقدات ونبوءات دينية مقدسة يجب تحقيقها في الواقع ودنيا الناس .
واستطاعت القيادات الدينية والسياسية اليهودية العالمية أن تحشوا أدمغة يهود العالم , ثم نصارى أوربا وأمريكا بهذه الخرافات والأساطير .
ومنها ,,, أسطورة الهيكل المقدس ، الذي نسبوه زورًا وبهتانًا إلى نبي الله
سليمان عليه الصلاة والسلام .
وهم اليوم ...
يسرعون الخطى من أجل بنائه بعد قيامهم بهدم
المسجدالأقصى المبارك .
والكتاب الذي بين يدي القارئ
يكشف عن زيف أسطورة الهيكل المقدس ,
ويثبت بالدليل والبرهان أن نبي الله سليمان عليه السلام
لم يبن هيكلاً بل بنى لله مسجدًا للعبادة هو المسجد الأقصى.
وعلى المسلمين ...
أن يدركوا أهداف اليهود الذين يسعون اليوم إلى تهويد الأرض الفلسطينية ، وتهويد المقدسات الإسلامية , وقطع كل علاقة وطيدة للمسلمين بأرضهم المباركة ، أرض الإسراء
.. فلسطين ..
,, المقدمة ,,
إن قضية فلسطين ...
هي من قضايا المسلمين الأولى ، وإن المصيبة التي تعيشها فلسطين وقلبها القدس والمسجد الأقصى هي مصيبة يعيشها كل المسلمين في أنحاء الأرض .
وإن الحديث عن المسجد الأقصى يثير الشجون والألم والحسرة في نفوس المسلمين الصادقين لما يعانيه من مكائد يهودية خطيرة تستهدف هدمه وإزالته من القدس , ومن فلسطين ، ومن قلوب المسلمين المتعلقين بالأرض المباركة .
لقد أدرك أعداؤنا اليهود أثرالعقيدة في حياة الشعوب ، فجعلوا الدين ركيزة تنطلق منها السياسة ..
رفعوا في معركتهم مع المسلمين التوراة ،
وجعلوا اسم دولتهم على اسم أحد الأنبياء: إسرائيل (يعقوب عليه السلام)
واختاروا نجمة داود شعارًا مقدسًا رسموه علم دولتهم ،
وجعلوا غايتهم العودة إلى أرض الميعاد المعطاة لهم من الرب بوعد مقدس ،
ورسمت أسفارهم حدود دولتهم
وأخيراً ..
جعلوا أهم أهدافهم التي يسعون لتحقيقها وهو
بناء هيكل سليمان الهيكل الثالث ..
على أنقاض المسجدين (الأقصى , وقبة الصخرة )
[ القسم الأول ]
:: المرتكزات العقائدية الصهيونية المسيحية واليهودية في فلسطين والقدس : -
يؤمن الصهاينة النصارى واليهود بعقيدة توراتية مشتركة
مفادها ::
أن اليهود هم شعب الله المختار ..
وأن الله تعالى أعطاهم الأرض المقدسة (فلسطين) بموجب وعد إلهي مقدس قطعه الرب على نفسه ..
لإبراهيم وإسحاق ويعقوب _ إسرائيل _ و لنسلهم من بعدهم
ولذا فإنه يجب أن يملك اليهود أرض فلسطين كلها وماحولها من البلاد التي أعطيت لهم من قبل الرب ,
وحفلت التوراة بمجموعة من النصوص التي تحتوي على الوعد الإلهي المقدس *
ومن ذلك :-
الوعد الذي أعطي لإبراهيم عليه السلام :
" وقال الرب لإبرام _ إبراهيم _ بعد اعتزال لوط عنه ، ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا لأن جميع الأرض التي أنت ترى: لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد "
وأيضاً :
" في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً : لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات "
وأيضًا :
" وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدًا أبديًا لأكون إلهًا لك ولنسلك من بعدك ، وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكًا أبديًا وأكون إلههم "
* ومن ذلك :ـ
الوعد الذي أعطي لإسحاق عليه السلام :
" وظهر له _لإسحاق _ الرب وقال : لا تنزل إلى مصر واسكن في الأرض التي أقول لك تغرب في هذه الأرض فأكون معك , وأباركك , لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد ... "
انتظرونا في الجزء القادم
باذن الله