دائما ما تعودنا على كلام اللسان

فهو آلان حر طليق يتحدث بما شاء سواءا وافق ما فى قلبه وسريرته أو خالفه

لكن حتما ستأتى اللحظة التى يتحدث فيها القلب وينطق
ينطق بالحقيقة على فراش الموت

ذكر القرطبى أن احد المحتضرين ممن اشتغل بدنياه وغره طول الأمل والبقاء فيها ... لما نزل به الموت ... واحاط به اهله يودعونه .... اشتد عليه الكرب
لقنوه الشهادة : يا فلان قل لا إله إلا الله
فقال : الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا والبستان الفلانى ازرعوا فيه كذا والدكان الفلانى اقبضوا منه كذا ثم لم يزل يردد حتى مات

وترك داره وأرضه ودكانه .... لم يأخذ من ذلك شئ
لكنه خسر نفسه أيضا

وذكر ابن القيم أن أحد تجارالعقار ... ذُّكر بـ :" لا إله إلا الله " فجعل يردد : هذه القطعة رخيصة وهذا مشترى جيد وهذا كذا وهذا كذا

وذكر أيضا أنه احتضر رجل ممن كان يجالس شراب الخمور فلما حضره نزع روحه ... أقبل عليه رجل وقال يا فلان : قل لا إله إلا الله .

فتغير وجهه وتلبد لونه وثقل لسانه

فردد صاحبه : يا فلان : قل لا إله إلا الله .

فالتفت إليه وقال : اشرب أنت ثم اسقنى .

ومازال يرددها حتى مات



وقال ابن إبى رواد : حضرت رجلا عند الموت فجعل من حوله يلقنونه الشهاده فحيل بينه وبينها وثقلت عليه فجعلوا يعيدون عليه ويكررون ويذكرونه بالله تعالى وهو فى كرب شديد .
فلما ضاق به النفس صاح وقال أنه كافر بـ : " لا إله إلا الله "
فلما دفناه سألنها عنه فإذا هو من مدمنى الخمر نعوذ بالله من ذلك .
نعوذ بالله من سوء الخاتمة

همسة ...,

قلبك ينطق بما قد عودته عليه وزرعته فيه فإن كان خيرا فخيرا وإن كان شرا فلا تلومن إلا نفسك