الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد .....
قيمة كلمة : " مسلم " وما هو واجبى تجاه هذه الكلمة العظيمة ؟
ما هى حقيقة كلمة : " مسلم " ؟ الحقيقة اللى لما عرفها الكفار كفروا ولما عرفها المسلمون الأوائل كانوا مثالا فى التمسك بالدين
الكلمة المكتوبة فى بطاقتك الشخصية فى خانة الديانة
دفعت فيها كام ؟؟؟
من غير الإسلام كان زمانك ايه دلوقت ؟
من رحمة ربنا بيك أنها اتكتبت مسلم كان ممكن بكل بساطة تكون مسيحى ولا يهودى ولا بوذى ولا حتى عالمانى مش مؤمن بديانة أصلا
صح ولا فيه اعتراض ؟
عارف لو سجدت لربنا سبحانه وتعالى على النعمة دى لغاية ما تموت والله ما هتوفيها ولا حتى جزء من المليون منها
لازم كلنا نفهم إن ربنا اختارنا لدينه والله العظيم زى ما بقولكم كده
ربنا اختارنا إحنا علشان نكون مسلمين شوف الحديث ده : " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاختاره لرسالته ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته "
يبقى العملية اختيار لكن الإختيار درجات الأصلح فالأصلح
لكن الكلمة دى اللى حصلت عليها كده لما ولدت لأبوين مسلمين وبناءا عليها هتدخل الجنة أكيد لها تمن
ثمنها أنك تعيش حياتك دى لله سبحانه وتعالى
تتحرى شرع ربنا سبحانه وتعالى فى كل صغيرة وكبيرة
تتطبق الإسلام اللى ربنا اختارك ليه مش تشوه صورته أمام غير المسلمين ببعدك عنه
تحس فعلا بمعنى العبودية
العبودية اللى فرقت ما بين الضياء والظلام
اللى قبل انه يكون عبد لله تعالى أفلح ونجح وكل ما نذكره نقول رضى الله عنه وأرضاه
واللى اتكبر وأخذته نفسه مع أنه عارف الصح فين كل ما نذكره نقول عليه من الله ما يستحقه
تعالوا ناخد أمثلة ونبدأ بالجانب المظلم علشان مش هنقف معاه كتير
تأمل معى كلمة أبى جهل الشهيرة : " تنازعنا نحن وبنى عبدمناف الشرف : أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسى رهان قالوا منا نبى يأتيه الوحى من السماء فمتى ندرك هذا ؟ والله لا نؤمن به ولا نصدقه "
الكبر يأخذ بهم إلى نار جهنم وبأس المصير مع أنه عارف أن ده نبى آخر الزمان
كحال اليهود تماما تعرفوا على النبى صلى الله عليه وسلم منذ لحظة ميلاده ولكن أبى الله إلا أن يكذبوا
وكقيصر الروم فى حديثه الطويل مع أبى سفيان قال : قد كنت أعلم أنه خارج ، ولكن لم أظن أنه منكم ، وإن يك ما قلت حقا ، فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ، ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت قدميه . "
نرجع بقى لأساس موضوعنا ونماذج حية من الإمتثال لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم
ونبدأ بالمثال العظيم مع الخليل إبراهيم عليه السلام
لما اشتدت الغيرة بين سارة وهاجر أم اسماعيل عليه السلام أخذ نبى الله إبراهيم زوجته ورضعيها ووضعهما عند البيت
صحراء مقفرة واسعة لا أنيس فيها ولا جليس وأم ضعيفة معها طفلها الرضيع
وانطلق نبى الله إبراهيم فتبعته أم إسماعيل ، فقالت : يا إيراهيم ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي ، الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ، وجعل لا يتلفت إليها ، فقالت له : آلله الذي أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يضيعنا ، ثم رجعت
نطق اليقين ومحض التسليم : إذا لن يضيعنا
درجة من التوكل عجيبة
طالما ربنا اللى أمر خلاص نلتزم والعواقب عليه سبحانه
ثم نفذ الماء والطعام الذى كان معها حتى جعل إسماعيل يتلوى فقامت وصعدت الصفا وجعلت تنظر هل من أحد ؟
ثم نزلت تسعى وصعدت المروة تنظر لعلها تجد أحدا فلا شئ
وجعلت تصعد وتنزل سبع مرات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذلك سعى الناس بينهما "
إجلالا وإعظاما لأم إسماعيل عليها السلام
فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فجعلت تتسمع فإذا هى بالملك عند موضع زمزم والماء يفور منها
فجعلت تحوض الماء وتغرف منه فشربت وسقت رضيعها
وقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة ، فإن ها هنا بيت الله ، يبني هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يضيع أهله
الله أكبر
هذه عاقبة المستسلمين لله رب العالمين
ثم لما بلغ إسماعيل السعى رأى خليل الرحمن إبراهيم أنه يذبحه
ورؤيا الأنبياء حق
فكان أمرا ولابد من تنفيذه
قال إبراهيم : يابنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى ؟
قال إسماعيل : يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله الصابرين
تربى فى بيت اليقين والتسليم لله رب العالمين
طب هيعملوا ايه
الأب فعلا هيذبح ابنه
أمر صعب جدا لكن المسلم ميعرفش يقول صعب
المسلم ميعرفش يقول مقدرش
القصة دى تعريف صحيح لكلمة " مسلم " ربنا سبحانه وتعالى بيقول ايه : " فلما أسلما وتله للجبين "
أسلما لله واستسلما له وهينفذوا أمره
وفجأة
" وَنَـادَيـنَـاهُ أَن يَـا إِبْـرَاهِيـمُ . قََََََـَدْ صَـدَّقـْتَ الرُّؤْيَـا إِنَّـا كـَذَلِـكَ نَجْـزى المُحْـسِنِـينَ"
مش بس كده ده ربنا خلد هذه الذكرى بيوم هو لنا عيد الأضحى المبارك
وهذه هى عاقبة المستسلمين لله رب العالمين
وفوق ده كله ربنا اختاره خليلا له
رسالة لنا كلنا تمسكنا بشرع ربنا هو الطريق لمحبته ورضاه والقرب منه سبحانه وتعالى

لو بصينا فى حياة الصحابة لوجدنا عجبا عجابا امتثال للأمر بسرعة جدا فى النفس اللحظة ومن غير تفكير
عن أنس رضي الله عنه : أن الخمر التي أهريقت الفضيخ . وزادني محمد ، عن أبي النعمان قال : كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة ، فنزل تحريم الخمر ، فأمر مناديا فنادى ، فقال أبو طلحة : اخرج فانظر ما هذا الصوت ؟ قال : فخرجت فقلت : هذا مناد ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت ، فقال لي : اذهب فأهرقها ، قال : فجرت في سكك المدينة . قال : وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ ، فقال بعض القوم : قتل قوم وهي في بطونهم ، قال : فأنزل الله : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا }
بمجرد ما عرف إن ربنا حرم الخمر خلاص الكأس اللى كان رافعها وبيشرب منها نزلت شوفه يا جماعة اقد السرعة بصوا بس لحالهم قبل الأمر وبعد لحظات وثوانى والله
قبل الأمر هما بيشربوا وكانت حلال مفيش فيها حاجة ولما صدر الأمر فى لحظتها علطول يسيب اللى فى ايده ويسكب الباقى فى الشارع
وتنياب الخمر فى سكك المدينة علامة على الطاعة والولاء لله سبحانه وتعالى

ومثال ثالث : روى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال : أيعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ، فقيل للرجل بعدما ذهب صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك فانتفع به ، قال : لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لطالما النبى صلى الله عليه وسلم طرحه مش لابسه تانى
طب ما هو كان ممكن يبيعه وينتفع بثمنه
لكن لأ هما دول أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم النبى طرحه أنا اكسر أمر النبى وفعله وآخده تانى من الأرض

مثال رابع : كنا عند حذيفة . فقال رجل : لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت . فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك ؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب . وأخذتنا ريح شديدة وقر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يأتينى بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . ثم قال ( ألا برجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة ؟ ) فسكتنا . فلم يجبه منا أحد . فقال ( قم . يا حذيفة ! فأتنا بخبر القوم ) فلم أجد بدا ، إذ دعاني باسمي ، أن أقوم . قال ( اذهب . فأتني بخبر القوم . ولا تذعرهم علي ) فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام . حتى أتيتهم . فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار . فوضعت سهما في كبد القوس . فأردت أن أرميه . فذكرت قول رسول الله ( ولا تذعرهم علي ) ولو رميته لأصبته . فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام . فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم ، وفرغت ، قررت . فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها . فلم أزل نائما حتى أصبحت . فلما أصبحت قال (قم .يا نومان )

مثال خامس : عن أم سلمة قال : لما نزلت { يدنين عليهن من جلابيبهن } خرج نساء الأنصاركأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية
ربنا أمر بالحجاب خلاص يبقى اتحجب من ساعتها شوف بس السرعة " لما نزلت خرج " الله أكبر

بل تأمل فى حادث تحويل القبلة لما الصحابى مر عليهم وهم ركوع بعد ما صلى مع النبى صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى إلى البيت الحرام فتحول الناس حتى أصبح الإمام فى آخر الصفوف فمشى راكعا حتى تقدمهم
ده كله حصل فى الركوع
طب مش ممكن كانوا يستنوا لغاية الصلاة التانية
لأ هؤلاء هم أصحاب محمد فى ساعتها يلتزموا بالأمر

والأعجب بقى الموقف اللى حصل مع سيدنا عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فى المسجد وعبدالله بن مسعود خارج المسجد فقال النبى صلى الله عليه وسلم : اجلسوا .
فجلس عبدالله بن مسعود خارج المسجد فى الشمس المحرقة فلما خرج النبى صلى الله عليه وسلم قال له : ما حملك على هذا . قال : لا شئ سوى أنى كرهت أن أؤخر أمرك يا رسول الله .

والله كلمات نكتبها بماء العيون بمجرد بس ما يشوفوا النبى صلى الله عليه وسلم عمل حاجة يعملوها أمرهم بحاجة يلتزموا بيها إتباع ليس له مثيل من غير ما يسألوا عن السبب

طب وهو العبد بيسأل سيده أنت أمرتنى ليه ؟

عاشوا معنى العبودية والذل لله تعالى وتربوا على الإتباع فقادوا العالم كله
لما ذلوا نفسهم لربنا سبحانه وتعالى ربنا أذل لهم العالم ومحدش يسأل هى الصورة اتعكست فى زماننا ليه

محتاجين نرجع ونصحح حاجات كتير فى حياتنا ونسأل عن حكم الشرع فى مسائل كتير الناس لما اتعودت على التفريط فيها صارت عادية جدا فى زماننا وصار من الصعب جدا أننا نقتنع بأن الصح فيها غير اللى احنا متعودين عليه

لكن هو ايه الفرق بينا وبينهم
ايه الفرق بينا وبين الصحابة ؟ ليه كان فيهم حس الإلتزام والإمتثال وطلب حكم الشرع بسؤالهم فى كل حاجة : أفعل رسول الله ؟ هل فعل رسول الله ؟ هل عندكم من كلام النبى شئ ؟
ما هو أكيد فيه حاجة بتدفع النفس دفع للطاعة وإلتزام الشريعة وفى نفس الوقت الموضوع ميكونش تعقيد ولا غم
بالعكس ده بيكون سعادة وهناءة ما بعدها سعادة