أحلى حياةمدير عام المنتدى
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: الاعتكاف من أعظم العبادات فلا تضيعها الإثنين 23 أغسطس 2010, 2:50 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله،،،
هذا العام بالذات كان مليئا بما يحْدُو السائرين، ويسرّع بالسالكين، ويشبع المتوسمين، ويؤنس المتدبرين..
أوبئة ومخوفات
فقر.. وأزمات
آمال.. ومعوقات
طموحات.. ومخذلات
ومع هذا.. فلم يحرمنا ربنا الكريم من نعمة بلوغ رمضان. فيكون حق اجتماع هذا وذاك -بلايا مرت حولنا دون أن تشقينا، ونعمٌ غمرتنا لا نحصيها- التبتلُ. قال الله جل وعلا: {وَاذكُر اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إليْهِ تَبْتِيلاً} المزمل_آية:8. وأقصد بالأخص هنا تبتل القلب
إن كل ما حاز شيئا من قلبك.. فقد أخذ من حق ربك.. وكل ما فرغت مكانه في قلبك.. فقد وسّعت فيه حظ ربك.. ومن أهنأ ممن لم يجعل لله في قلبه جيرانا؟ وهذا هو اعتكاف القلب
قال ابن القيم: "ومن لم يعكف قلبه على الله وحده عكف على التماثيل المتنوعة كما قال إمام الحنفاء لقومه: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}؟ فاقتسم هو وقومه حقيقة العكوف؛ فكان حظ قومه العكوف على التماثيل، وكان حظه العكوف على الرب الجليل".
اعتكف.. فالاعتكاف مما أخفى الشرع أجره.. والشرع إن أخفى أجرا أو عقوبة، فإنما قصد تعظيم قدره. قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرّة أَعْيُنٍ}السجدة_17. وقال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} المائدة_ 92. احذروا ماذا؟ سكت لعظيم التخويف.
فإن كان أجرُ جزءٍ من الاعتكاف: "فذلكم الرباط"،و: "يمحو الله به الخطايا، ويرفع الدرجات" رواه مسلم:المسند الصحيح_251. فما بالك بيوم (من الفجر للمغرب)؟ أوليلة (من المغرب للفجر)؟ أو يوم بليلة؟
وإن فاتك الاعتكاف في المسجد طوال الشهر.. فعوّضهُ عبر تنفيذ وصية حبيبك صلى الله عليه وسلّم: ".. وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك"
ثمرات اعتكاف القلب وتحقيق التبتل (بجمع القلب سواء في المسجد للرجال أو في البيت للنساء)
1-ستجد الأستقرار:فيجب عليك الأكثار من صلاة النوافل وهنا مثال ولكن ليس أجبار ولا يكلف الله نفسا الا وسعها كيف تحرز مائة ركعة في اليوم الواحد؟ تعال واحسب معي، واعتبر هذا اقتراحا وليس إلزاما.. وحتى المائة اعتبرها كحد أدنى، ولا تحدد العدد الذي فوقها.
12 ركعة رواتب مؤكدة (ركعتان قبل الفجر، أربع ركعات قبل الظهر، ركعتان بعد الظهر، ركعتان بعد المغرب، ركعتان بعد العشاء) 10 رواتب غير مؤكدة (ركعتان بعد الظهر، أربع ركعات قبل العصر، ركعتان قبل المغرب، ركعتان قبل العشاء) 8 ركعات ضحى (ركعتان عند الإشراق، وهما تساويان أجر حجة وعمرة، ركعتان قبل الظهر بساعة، وأربع ركعات بين الوقتين). 33 ركعة قيام ليل (إحدى عشرة ركعة مع الإمام وعشرون في تهجد آخر الليل) أو (عشرون مع الإمام، وإحدى عشرة ركعة في التهجد) 10 ركعات بعد المغرب.. قيل إن آية: {كَانُوا قلِيلًا مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ} الذاريات_17، نزلت في أقوام يصلّون بين المغرب والعشاء.. 10 ركعات بعد الظهر (تنفل مطلق مثنى مثنى). 17 ركعة في الفريضة..
اعتكف وتفنن في العبادة: 2-أحتراف العبادة ((الأعتكاف عقد أحتراف)) «المسألة: أن ترفع يديك حذو منكبيك، والاستغفار: أن تشير بأصبع واحدة، والابتهال: أن تمد يديك جميعا» فإن كنت تدعو باستغفار واعتذار.. فمد أصبعك كما يعتذر التلميذ.. وإن كنت تدعو بأدعية تحفظها، فاجعل يديك حذو منكبيك، وإن كنت تُلْهَم الدعاء إلهاما، ولا تدري ماذا ستقول قبل أن ترفع يديك، فمدّهما مدا.. هز أبواب السماء هزا، واذكرني معك.. وهكذا في كل العبادات.. ستجعل التسبيح في أوقات كراهة التنفل.. ستجعل الأرحام بالهاتف: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}.. ستجعل الصدقات في أوقات قبول الدعاء: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} (الصدقة) {يَرْفعُهُ} (يرفع الدعاء). فاعتكف.. وتفنن، واحترف العبادة.
ملحوظة كل الذين يعيقونك عن الوصول.. كل الكائدين.. كل المثبّطين.. سيقر الله عينيك بتضليل كيدهم.. أبشر.. بل تيقن: {ألَمْ ترَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأصْحَابِ الْفِيلِ(*) ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} الفيل أما وجدوا أكبر من الأفيال ليركبوها؟! وما النتيجة؟؟ {..فجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ..}! {..مَأكُولٍ}!! إذا اعتكفت فإنك لا تدخل جدران المسجد.. فليست التي حولك أحجارًا و"خرسانة".. أنت في كنف الله.. قد أحاطك بملائكة.. أظلّك بأجنحتهم.. قد لقنهم ما يدعونه لأجلك مما لا تبلغه مسألتك. {وَاذكُر اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إليْهِ تَبْتِيلاً (*) رَبُّ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [المزمل_آيتان:8-9].
فلله همة نفس قطعت جميع الأكوان وسارت، فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه، فلم تزل ساجدة حتى قيل لها: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27-30]، فسبحان من فاوت بين الخلق في هممهم حتى ترى بين الهمتين أبعد مما بين المشرقين والمغربين، بل أبعد مما بين أسفل سافلين وأعلى عليين، وتلك مواهب العزيز الحكيم: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]".
3- نعيم المعتكف.
التذوق: يقول ابن القيم رحمه الله في تهذيب مدارج السالكين: "الاعتكاف هو عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه.. 3- الأمان من الخلق.. ادخل ذلك الكنف، واستشعر دفء المعاملة.. فالله وحده هو الذي يعاملك لأجلك، وكل ما عداه يعاملك لأجل نفسه..
4- شعار المعتكف
أعتكف وأصر على طلب الخشوع اصرارا ومن داوم الطرق فتح له اعتكف.. وأصلح عيوب قلبك، واسْعَ إلى لمّ شعثه بالإقبال على الله تبارك وتعالى بكليته، وحينها سيصبح انبعاث هذا القلب إلى جهة المقصود التماسا له أمرا ميسورا بإذن الله.
أهداف الاعتكاف:
فاعتكف.. ووقّع عقد احتراف في العبادة. واجعل لسان حالك يردد: "ما أريد بالخلوة بدلا، ولا يسبقني إليك يا ربي أحد". اعتكف.. ونلْ أجر من أحيا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الغفلة عنها. قال الإمام الزهري: "عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل".
1-اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. فهو القائل: "إني اعتكفت العشر الأول؛ ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" [متفق عليه]
2- تحري ليلة القدر فهي أفضل من عبادة ألف شهر ألتمس هذه الليلة والعتق فيها من النار
3- التوبة النصوح.
4- الخلوة مع الله عز وجل، والانقطاع عن الناس ما أمكن؛ حتى يتم أنس العبد بالله، وتفكّره في آلائه عز وجل.
5- تعوّد العبادة بصورتها الكلية؛ من صلاة ودعاء وذكر وقرآن وقيام.. بالانقطاع التام لها.
6- تزكية النفس، وإصلاح القلب، و تحقيق الاطمئنان النفسي.
7- الإقلاع عن كثير من العادات الضارة، وحفظ اللسان والجوارح عما لا ينفع.
8- حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس وشهواتها.
9- تكوين أكبر رصيد من الحسنات.
10- الصبر على مجانبة الترف، والتقلل من الدنيا، والزهد في كثير منها مع القدرة على التعامل معها.
والفرصة مازالت متاحة امامكم في العشر الاواخر وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى نسألكم الدعاء
الموضوع : الاعتكاف من أعظم العبادات فلا تضيعها المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: أحلى حياة |
|