مشتاقة للجنةالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: في الميكروباص الأحد 17 أكتوبر 2010, 11:20 pm | |
| إنزلوااااااا من الميكروبــــــاص بســــرعــة...
يكتظ العديد من الركاب حول باب الميكروباص فالكل يريد اللحاق بموعده يكتمل العدد ومع صوت إغلاق الباب ينطلق السائق
...فى المقعد الأمامى كانت تجلس "عبير" .. شابة عمرها 24 سنة وهى الان فى طريقهـا لملاقاة حبيبها أو صديقها (بمصطلحات هذا الـزمن) .. بالرغم من انها تحاول الألتزام ولكنها تعتقد انها لو لم تقابل شباب فلن تتزوج وتخاف من شبح العنوسة
قبح الله كل زواج بهذه الطريقة .. وأسجل أعجابى بإبداعات الشيطان فى خداع البشر
بجوارها يجلس أستاذ "سامى" .. موظف بسيط، ينهمك فى قراءة الجريدة
ولكن نصيحة منى لا تحاول أن تصافحه .. فالمصافحة عنده معناها أن تضع فى يده بعض الجنيهات .. للأسف هو موظف مرتشى .. أذا كان لديك ورقة حكومية تريد أنجازها فلن تسمع إلا الجملة المشهورة .. فوووووت علينا بكرة
لكن إذا وضعت يدك فى جيبك وأخرجت ما لذ وطاب من الجنيهات فطلبك ينجز فى الحال مع أبتسامة رقيقة منه
فى المقعد الخلفى يجلس "محمد" .. كل ما يربطه بالإسلام هو أنه مسمى على أسم أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم
فهو شاب جامعى ولكن لو أردت البحث عنه فتأكد أنك لن تجده فى قاعة المحاضرات .. من الممكن ان يكون مع صديقته فى كافيتريا الجامعة .. او مع أصدقائه فى جلسة كيف أو أو أو اى مكان أخر ما عدا المسجد والجامعة
بجواره يجلس طفل صغير عائداً من مدرسته .. وله قصة طريفة ستعرفوها لاحقاً
يقطع صوت أجش صمت الركاب قائلاً: الأجرة يا جماااااعة .....
أنه الأسطى "فرحات" .. سائق الميكروباص، لا أعرف لماذا الفكرة السائدة عن معظم السائقين انهم أشخاص عديمى الأخلاق .. ولكن يبدو أن هذه الفكرة تنطبق على الأسطى فرحات .. فهو إذا تكلم لا تسمع منه إلا القبيح والسئ من الألفاظ .. و‘ذا كانت ألفاظه هكذا فما بالك بأفعاله !!!
تفتح "منال" حقيبتها لتقوم بإخراج الأجرة .. بينما هى تبحث عن النقود سأقص لكم حكايتها .. هى امرأة متزوجة 35 سنة، غير محجبة .. دائماً ما تضـع الأعذار لنفسها فهى تريد أن تتحجب عندما تلتزم بكل أمور الدين .. لأنها لا تريد أن تكون مثلهم مجرد غطاء للشعر وأخلاقهم عارية
بصراحة عندك حق المحجبات العراة دنسوا الحجاب بأفعالهم .. اللهم اهدهم .. لكن عذراً .. هذا يسمى بالأمانى وهو من مداخل الشيطان يا ريت تفهمى يا منال
رنين موبايل بينما الركاب يجمعون الأجرة .. أنه موبايل "الحج صـلاح" .. يرد في برود: أيوا، انا قولتلكم كل اللى عندى ومفيش اكتر من كده هتخدوه .. ثم ينهى المكالمة فى غضب
لقد كان على الطرف الأخر أبنة أخوه الذى توفى وهى تطالبه بحقها فى الميراث .. ياله من وغد أبنة أخيه اليتيمة يأكل حقها
يجمع الأجرة "عم خليل" .. ويعطيها للسائق قائلاً: ما تنساش الباقى يا أسطى
عم خليل هو بائع الخضار والفاكهة .. يعتبر نفسه بائع ماهر فمكسبه فـى تزايد مستمر .. وإليـك الـطـريـقـة ..
إذا كنت تريد أن تكون ماهراً مثله .. أنه يغش فى الميزان .. والفرق فى الوزن يتحول إلى جنيهات .. عزيزى "عم خليل" .. أنت غير رابح انت الخاسر الأكبر .. ويل للمطففين
وهناك اخر واضعاً سماعات (الأم بى ثرى) فى أذنيه .. عينيه تتتجول من نافذة الشباك ولا تترك أى أمرأة إلا وتفحص كل جزء فيها .. بالرغم من أنه لا يعاكس بالكلام فهـو خجـول بعض الـشئ .. ولكن هوايته النظر ثم النظر ثم النظر
ينادى احد الركاب: على جنب يا أسطى، ينزل الراكب وللأسف لم أستطيع معرفة تفاصيل عنه .. ولكن صعد شيخ وقور .. وقد أمتدت لحيته حتى منتصف صدره .. لو تكلم الميكروباص لقال: يا شيخ ما أركبك هنا مع هؤلاء
بعد قليل تبين الأمر .. الشيخ يظن ان التدين يعنى التقشف .. لـذلك ضيـق على أولاده و زوجته فى كل شئ .. حتى الأبتسامة يبخل عليهم بها
فجــــأة .. يأتى صوت شاحنة كبيرة تمر بجوار الميكروباص .. لكن هناك خطب ما
الأسطى فرحات يحاول فى فزع الأبتعاد .. ولكن عجلة القيادة تختل فى يده ويفقد السيطرة تماماً صرااااااااااخ وعويل ثم صوت أرتطام شديد جداً
لقد سقطت الشاحنة من الكوبرى .. وأخترق الميكروباص سور الكوبرى .. وأصبح نصفه متدلى بالخارج وعلى وشك السقوط من أعلى
هكذا استقر الميكروباص نصفه بالخارج ونصفه على الكوبرى .. وفى اى لحظة ممكن أن يسقط
جميع الركاب فى فزع يصرخون فالنهاية محتومة والموت يقرع الأبواب .. الجميع يرتجف ويتمتم بكلمات غير مفهومـة .. ولكنى أقتبست لكم منها الآتى:
"عبيـر": يا رب سامحنى .. يارب نجينى .. واعاهدك مش هخرج مع اى شاب تانى
"أستاذ سامى": يارب نجينى ومش همد أيدى للحرام تانى ...يا رب نجينى علشان عيالى ..انا كنت بعمل كده علشانهم
"محمد": يا رب سترك .. يا رب هصلح حياتى كلها ..يا رب انا عمرى ما صليت
الطفل الصغير ... هل تتذكره .. يقول: يا رب انا أخدت قلم صاحبى اللى جانبى فى المدرسة من غير ما يعرف .. وكمان كذبت على ماما وقلتلها انى باكل الستدوتشات و انا برميها .. سامحنى يا رب
"عم فرحات": يا رب .. انا معملتش اى حاجة حلوة فى دنيتى .. ادينى فرصة تانية
"منـال": يا رب .. انا أول ما اخرج من الميكروباص ده هتحجب ..
"الحج صـلاح": يا رب .. أنا هرجع حق بنات اخويا .. يا رب سامحنى انا كلت فلوسهم ...
"عم خليل": يا رب انا عندى كوم عيال .. يا رب مش هغش تانى .. يا رب سامحنى
"الشخص الذى لا أعرف أسمه": نجينى يا رب انا كنت ببص بس .. مش بعاكس ولا بعمل حاجة تانية يا رب انا فهمت رسالتك ومش هعمل كده تانى
مرت الدقائق القليلة كأنها ساعات .. الجميع ينتظر الموت .. دموع وآهات .. أستغفار وعهود مع الله .. تــوبــة .. وهل تنفع توبة فرعون عـندما رأى الموت .. أعترافات .. أسراااااااار .. خبايا .. مناجاة ..
فى الخارج يتجمع حشد من الناس يحاولون المساعدة .. شد وجذب ومحاولات
ولكن قضاء الله وقدره فوق أى محاولة ومجهـود .. بعد قليل ينجحون فى أعادة الميكروباص للكوبرى .. نجا بفضـل الله جميع الركاب .. .. .. رااايـح فـــين .. مــش دي الــــنهاية
بعد عدة شهور ...... هل تـــرى هــذه الــمـشهد!!!!!!!!!!!!!!
إنها عبير .. هل تتذكروها .. تجلس الأن مع شاب أخر فى موعد غرامى .. لقد كررت نفس الذنب
سأختصر الأحداث ........ فلقد عاد الجميع لطبعـه السئ مرة أخرى .. نقضوا عهدهم مع الله الذى نجاهم ونسوا فضله
مجرد أيام التزموا فيها بعد الحادثة .. ثم بدأ الانسحاب بالتدريج .. حتى عادوا إلى معاصيهم بل منهم زاد عنها
ولكن لا تندهش فلقد أخبرنا المولى عز وجل عن كل هذا بالتفصيل .. أقرأ هذه الأية بهدوء و تركيز وركز
يقول تعالى
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(23) - سورة يونس
َومن أصدق من الله قيلاً .. هذه الآية تلخص ببساطة قصـة الميكروباص وكذلك قصة كل معصية نتوب عنها وقت الشدة ثم نعود إليها بعد الفرج
************************************************* بالله عليك كم مرة حدث معك هذا الموقف فى حياتك!!!!!
تتعرض لمشكلة كبيرة وتسأل الله تفريج همك ثم بعد الفرج تعود من جديد لأفعالك .. من فضلك كن صادقاً مع نفسك وأعترف لها
أخى فى الله .. إذا كنت من ركاب هذا الميكروباص عليك النزول فوووووووووووراً .. قبل فوات الأواااااااااااااان
الموضوع : في الميكروباص المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: مشتاقة للجنة توقيع العضو/ه :مشتاقة للجنة | |
|
|
أحلى حياةمدير عام المنتدى
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| |
مشتاقة للجنةالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: رد: في الميكروباص الإثنين 18 أكتوبر 2010, 8:09 pm | |
| جــــــــزانــــــــا وايـــــــــاكـــــــم الموضوع : في الميكروباص المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: مشتاقة للجنة توقيع العضو/ه :مشتاقة للجنة | |
|
|
Yahiaالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
| |
مشتاقة للجنةالمراقبة العامة
تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: رد: في الميكروباص الخميس 14 أبريل 2011, 1:50 pm | |
| جزانا واياكم الموضوع : في الميكروباص المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: مشتاقة للجنة توقيع العضو/ه :مشتاقة للجنة | |
|
|