أحلى حياةمدير عام المنتدى
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: توفيق ..أختي أختي !! لا لا كيف جئت هنا !! الثلاثاء 16 مارس 2010, 12:06 am | |
| أمسك توفيق بشهادته الثانوية العامة فرحا مسرورا لا تكاد عيناه تصدقان
الدرجات العالية التي حاز عليها
ركض في الشارع بسرعة وجعل يمر بين بيوت القرية
حتى وصل إلى بيتهم فتح الباب ودخل سريعا ورمى بجسده النحيل في حضن أمه الحبيب
وجعل يقبلها من خديها وعلى يديها و رأسها وهو يقول: أبشرك يا أماه
أبشرك يا أماه فقد حصلت على مجموع 99 % في الثانوية العامة
لم تتمالك الأم دموع عينيها جلست تضم ابنها الوحيد إلى صدرها و تدعو له بالتوفيق والفلاح
قالت له أنت موفق على اسمك يا توفيق
قال لها يا أماه أخيرا تحقق الحلم وسأدخل كليه الطب
لأتخرج طبيبا و أدوايك من جميع الأمراض لتكوني دائما بصحة جيدة
قالت له الأم المقعدة :بارك الله فيك يا ولدي ولا حرمني منك
كان توفيق يسكن مع أمه المشلولة ووالده العجوز وأخته الوحيدة التي تكبره بسنه واحدة فقط
وبدأ توفيق بتحقيق حلمه وتقدم بطلبه إلى كلية الطب في المدينة البعيدة عن قريتهم
وتم قبول طلبه ورجع إلى قريته حتى يحين موعد الدراسة
وأشرقت شمس صباح ذلك اليوم الذي سيودع فيه أسرته الصغيرة
حزم حقيبة سفره وحمل ثيابه وأدواته وعند باب المنزل نزلت من عينيه دموع الوداع
قبل والده و والدته وأخته وانصرف وقال: سأتصل على دكان جارانا
في كل أسبوع لأبلغكم بالأخبار. ولكنها بدأت رحلة المعاناة!!
وصل توفيق إلى المدينة وسكن في أحد الاسكانات القريبة من كليتهم كان جميع الساكنين في ذلك
الإسكان من زملائه في كلية الطب ولذلك لم يجد توفيق صعوبة في التعرف على هؤلاء الرفقة ،
لكنه كان يجد منهم تقصيرا كبيرا في الصلوات المفروضة
وربما سهرا لساعات طويلة في الليل فكان يتجنب الجلوس معهم قدر الإمكان
ويحرص على أداء الصلوات جماعه في المسجد المجاور لإسكانهم.
مرت الشهور سريعا , وتوفيق يتقدم في دراسته للأمام يحوز الدرجات العالية
ويحصد العلامات الكبرى حتى نال إعجاب معلميه وزملائه وكان يطمئن من حين لآخر على حال
والديه وأخته .
حتى جاء ذلك اليوم الذي دخل فيه ذلك الشاب وائل إلى إسكانهم وسكن هناك في إحدى الغرف
المجاوره لغرفه توفيق . كان وائل مؤذيا بصوت مسجله الذي ينبعث منه غناء صاخب ,
حاول توفيق نصحه أكثر من مره لكنه فشل .
في يوم من الأيام, طرق وائل باب غرفه توفيق وفتح توفيق الباب,
ابتسم له وائل وقال: أريدك أن تشرب عند الشاي هذه الليلة و سيأتيني مجموعة من الشباب
وسيعجبونك كثيرا , واستجاب توفيق للطلب.
واجتمعت المجموعة تلك الليلة على النوادر والطرف والضحك
ووجد توفيق معهم أنسه لبعض الوقت
وتواعدوا على الخروج لإحدى الاستراحات في نهاية الأسبوع
وجاء ذلك اليوم خرجوا للاستراحة تبادلوا الأحاديث الكثيرة, كانت الشيشة تنتقل بينهم
وكان توفيق يرفض مشاركتهم غمز وائل بعينيه لأحد الحاضرين فقال ذلك الفتى :
سأدخل لأجهز لكم شايا لذيذا تنسون أنفسكم معه
ضحك الجميع,, وبعد دقائق عاد الذئب بنظراته المريبة يحمل براد الشاي
شرب الجميع وبدأت الدنيا تتغير في عيونهم, أكثر من الضحك والقهقهة استلقوا
على ظهورهم,, بعضهم غاب عن الوعي,, وبعضهم بدأ بالسعال الشديد ,,
كان هذا نتيجة لتلك الحبوب الصفراء التي ألقاها ذلك الخبيث في براد الشاي.
انتهت تلك الليلة وعاد كل إلى غرفته
في الصباح أحس توفيق بآلام شديدة في رأسه وفي يديه طرق باب غرفة وائل وقال:
أرجوك ساعدني يا وائل!! للوصول إلى المستشفى ,
فرأسي يكاد ينفجر من الألم قال وائل: لا تخف عندي دوائك ولمعت عيناه ببريق الخبث والدهاء
ودخل إلى مطبخ غرفته الصغيرة وسريعا أعد كوبا من الشاي المنعش
وبعد دقائق أحس توفيق بالراحة وتعجب!!
وسأل وائل ما الذي فعلته ؟ ابتسم وائل ابتسامته الصفراء الباهتة وقال هذه خلطة الشاي العجيبة !!!
ومرت الأيام سقط توفيق في شباك المخدرات أسرته تلك الحبوب هدت قواه نحل جسمه كثيرا وشحب
وجهه ومال إلى السواد ونسي في زحم الشهوات أمه المسكينة ووالده الضعيف وأخته الحبيبة
لا لاتسألوا عن توفيق فهو الآن أسير تلك السموم
مرت تلك الأيام أوقعه أولئك الأشرار في شباك الزنا والبغاء,
فأصبح لهم في كل أسبوع صيد ثمين من فتيات المسلمين
ولا حول ولا قوه إلا بالله
مرت سبعة أشهر كاملة تدهورت فيها حالة توفيق ...
فصل من الجامعة بسبب غيابه المتكرر وتردي مستواه
الدراسي ونسي خلال تلك الأشهر السبعة والده ووالدته وأخته
وأصبح في هذه المدينة مجهول الهوية يبحث
عن الشهوة واللذة فحسب!!
يا لله!!!
نسي قريته الجميلة نسي مسجد الحي القديم نسي بيتهم المتواضع
نسي تلك الحارة الجميلة و أصدقاء الطفولة
نسي مدرسته الثانوية وزملائه في التوعية الإسلامية
نسي لحظات السعادة التي كان يجدها نسي
كل شئ ..!
حتى جاء يوم الألم ... حتى جاء يوم الخوف
وصل إلى مكان الاستراحة التي يقعون فيها في الفاحشة
استقبله أحد الزملاء وقال غاضبا :لماذا تأخرت يا توفيق ؟!
اسكته توفيق وقال : ماذا عندك ؟
فقال لقد حصلنا على الليلة فتاة جميلة وقد انتهينا جميعا ا منها وقد جاء دورك الآن
صار بخطواته المتهالكة،حتى وصل إلى باب الغرفة فتح الباب.. ودخل ..وأغلقه ورائه بإحكام ..
التفت إليها ..وزاد خفقان قلبه ..تسارعت النبضات ..
كانت تلك الفتاة تجلس في زاوية الغرفة , وقد وضعت رأسها بين ركبتيها وجلست القرفصاء تبكي
أقبل إليها, وشعر بشيء ما يجذبه نحوها , ثم انحنى نحوها, وهو يقول : هيا يا حبيبتي ثم رفع
رأسها بيده وكانت الصاعقة !!
لا لا!!
أختي أختي !!
كيف جئت إلى هنا ؟؟!
إنهار يبكى بجانبها.
قالت و أسفي عليك يا توفيق!!!
تركتنا ,, نسيتنا
نسيت الصدر الحنون الذى كان يضمك كلما أحسست بألم
نسيت أمنياتك التى كنت تخبرنى بها
نسيت القلب الذى كان يحمل عنك همومك
نسيت لحظات السعادة فى بيتنا الصغير \ \ \ أبوك مات قبل خمسة أشهر
و أمك أصيبت بشلل كامل
وأنا أمسيت حيرى وحيدة لا معين لى ولا مساعد
فجمعت بعض المال وسافرت إلى المدينة لأسأل عنك في كليتك فأخبرونى
أنك فصلت من الجامعة قبل سبعة أشهر
فزاد ألمي وحزني .. و صرت أبحث عنك في كل مكان وأسأل عنك
في مجمعات الشباب و اسكاناتهم حتى جاء ظهر أحد الأيام وركبت إحدى سيارات الأجرة
وقعت في أيدي الأشرار و فقدت طهرى و حيائى!!
و ها أنت الآن تريد تدمير ما بقى من حياتى؟؟
يا حسرتى على أخى!!
يا حسرتى على أخى!!
يا حسرتى على أخى!!
صرخ بأعلى صوته :
لا!!
سامحيني يا أختي
سامحيني يا أختي
حمل لسماع الكلمات الاتيه
خذي قلبي إليك و مزقيه
خذي ما احتوى و احتويه
خذي إن يرضيكِ احتراقي
فلم أملك سواه لتأخذيه
خذيني و اجرحي ما شئت لكن
لا تجرحي دعي لي خاطري لا تجرحيه
و إن شئت اجرحيه و خضبيني بلون دمى
و إن شئت اسحقيه
كرهت العيش ما أقساه عيشاً
دهاليز المذلة تحتويه
أيا يا أختاه كيف أتيتِ
هلا غضضت الطرف عن عفن كريه
رأيتك فاقشعر الجلد هولاً
و ثار القلب يصرخ فاسمعيه
طعنت حشا حياءك فاعذريني
هو الشيطان يغوى مقتفيه
و هل تطفأ بعذركِ نار قلبي
أبيت أبيت لا لا تعذريه
فصاحت من أساها واعفافى
و واعرضى و وا شرفي وا تيهي
يكاد أخي يكمل هدم طهري
و يغرس حربة الأرجاس فيه
ألا يا خيبة البصر المغشى
بأحلام تطول بمرتجيه
أتيت أراه هل أمسى طبيباً
فأبصرت الخنى بيدي سفيه
و حملت المواجع مثقلات
لأنات العذاب و ما يليه
و من يرمى الحرام فسوف يرمى
به فى أهله أو فى بنيه
أيا أماه ابنكِ وجه سوء
و لو أبصرت لن تعرفيه
و يا أماه ابنكِ صار فرداً
من ساداتِ الهوى لن تدركيه
ألا ليت الممات يباع إنا
إذا بالمال و الدم نشتريه
يا بؤس أصدقاء السوء!! يا خسارة حياته !!
يركضون خلف الدنيا وشهواتها ويبيع أحدهم من أجل لذاته صحبة عمر كامل !!
فأي صحبة تلك الصحبة و أي إيخاء ذلك الإيخاء !!
أيها الأحباب ان كل خلة وكل صحبة لا تقوم على طاعة الله ,
فإن مآلها إلى الفرقة والخلاف ويوم القيامة تنقلب هذه المحبة إلى عداوة,
ويوم القيامة تنقلب هذه المودة إلى بغضاء
واسمعوا ماذا يقول الله جل وعلا
" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين * يا عبادى لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون "
فلا يبقى ولا يدوم في ذلك اليوم إلا خلة المتقين و المؤمنين الذين جعلوا إيخاءهم على طاعة الله
سبحانه.
يا شباب الإسلام ماذا يجني الإنسان من صاحب لا يحافظ على الصلاة!!
ماذا يجني الإنسان من صديق لا يغض بصره عن الحرام !!
ماذا يجني الإنسان من خل يترطب لسانه بالسباب واللعان وكل قول بذئ فاحش!!
ماذايجني الإنسان من صديق يبحث عن شهوته فقط
هل تظنون أنهم يقفون بجوار بعضهم عند الأزمات
لا ...!
يدخل أحدهم السجن فلا يزوره زملائه وأصدقاؤه تلم به المصيبة فلا يمدون له يد العون و المساعدة
بل والله هم كالذئاب الضارية متى سنحت لهم فرصة انقضوا على فريستهم !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
انتظر ردودكم
الموضوع : توفيق ..أختي أختي !! لا لا كيف جئت هنا !! المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: أحلى حياة |
|
الحمد للهعضو جديد
تاريخ التسجيل : 13/01/2011
| موضوع: رد: توفيق ..أختي أختي !! لا لا كيف جئت هنا !! الإثنين 17 يناير 2011, 9:24 pm | |
| |
|