(آمنت بي اذ كفر الناس وصدقتني اذ كذبني الناس وواستني بما لها اذ حرمني الناس
ورزقني الله ولدها اذ حرمني اولاد النساء) بهذه الكلمات الوجدانية التي
تقطر اخلاصا واعترافا بالفضل والمنزلة الرفيعة تحدث رسول الله ــ صلى الله
عليه وآله وسلم ــ عن السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
ولان لنقرأ قصة زواج السيد خديجة رضي الله عنها بالرسول عليه الصلاة والسلام
لما بلغ رسول الله صلى الله علي وسلم 25 سنة سافر بتجارة للسيدة خديجة الى
الشام مع غلامها ميسرة وفي الشام باع صلى الله عليه وسلم سلعته واشترى ما
راد وربح ضعف ماكانت تربح خديجة رضي الله عنها فقفل راجعا نحو البلد الامين
مكة فادى لها ماعليه من امانة تامة ونبل عظيم وقد حفظ الله سبحانه رسوله
صلى الله عليه وسلم واحاطه برعايته حتى كانت هذه السفرة بما فيها من الخير
والبركة ذات اثر مبارك على حياة الرسول .
وفي مكة انطلق ميسرة يحدث بما
رأى من محمد صلى الله عليه وسلم من كرم الخلق وحسن الصحبة وعظم الامانة
..بل حدث بما رآه من ارهاصاتالنبوة التي لمسها وعاينها.. ومااكثر مارأى في
تلك الرحلة الجميلة من خصائص كثيرة.
ادلى ميسرة ايضاايضا بشهادته
الصادقةالمباركة الى خديجة فسرت بامانته وصدقه ومانالها من بركة وربح بسببه
صلى الله عليه وسلم وقد كان الله سبحانه وتعالى قد كتب الله الكرامة واراد
بها الخير حيث القى في نفسها امنية كريمة مباركة جعلتها سعيدة في الدارين
وكان السادات والرؤساء في مكة يحرصون علىالزواج من خديجة فتأبى ذلك عليهم
وتردهم جميعا , ولكنها وجدت ماتنشده وماتبغيه في محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا افضت بما يدور في نفسها الى صديقتها نفيسة بنت منية فذهبت نفيسة الى
النبي صلى الله عليه وسلم وكلمته ان يتزوج خديجة
وقالت : يا محمد مايمنعك ان تتزوج ؟
فقال : مابيدي ما اتزوج به.
قالت : فان كفيت ودعيت الى الجمال والمال والشرف والكفاءة الا تجيب؟
قال : فمن هي .
قالت : خديجة
قال :وكيف لي بذلك ؟
قالت : علي .
قال : فانا افعل
فرجعت نفيسة الى خديجة تحمل خبر نجاحها في مهمتها وزفت اليها نبأ موافقة محمد
صلى الله عليه وسلم ، فارسلت خديجة الى عمها عمرو بن اسد ليزوجها، فحضر
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيت خديجة في آل عبد المطلب وفي
مقدمتهم عمه حمزة - رضي الل عنه - وعمه ابو طالب، وكان في استقبالهم عم
خديجة وابن عمها ورقة بن نوفل .
ووافق عمها عمرو بن اسد وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم واصدقها عشرين بكرة، ونحر واطعم الناس ولم يتزوج عليها حتى ماتت.
ان في حياة ام المؤمنين خديجة لكثيرا مما ينبغي التوقف عنده والافادة منه
ولعل اجلاه واهمه ما كان لها من دور مشهود في مؤازرة زوجها العظيم وتخفيف
ما تكبده من اعباء مهولة في سبيل دعوة الحق وفي هذا قال ابن عباس: (كانت
خديجة بنت خويلد اول من آمن بالله ورسوله وصدق محمدا في ما جاء به عن ربه
وآزره على امره فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له
الا فرج الله عنه بها تثبته وتصدقه وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه)
وهنا يبرز ما يمكن ان يكون للمراة المؤمنة في كل زمان ومكان من دور
اجتماعي ورسالي هادف تخدم به ابناء مجتمعها لا سيما زوجها الذي لا غنى له
عن مساندتها ومؤازرتها .
ان في وسع المرأة المؤمنة ان تفعل
الكثير في طريق الحق والخير اذا ما شاءت ذلك ولن تشاءه الا اذا آمنت
بأهميته من جهة وبقدراتها وقابلياتها من جهة اخرى تلكم القدرات والقابليات
التي تهدرها نساء كثيرات في امور لا تعود بأي نفع عليهن وعلى مجتمعاتهن هذا
ان لم تكن تعود بالضرر والوبال.
السيدة خديجة رمز رفيع
لكنها لم تكن مثالا مصنوعا من خيال كانت انسانا واقعيا وصل الى ما وصل اليه
بارادته البشرية ووعيه ووجدانه وفي هذا فليتنافس المتنافسون.
رضي الله عنك ايتها الطاهرة وجمعنا الله بك في الجنة .. اللهم آمين ..آمين
الموضوع : قصة زواج السيدة خديجة بالصادق الامين محمد صلى الله عليه وسلم المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya