" اللهم دبر لي فإني لا أحسن التدبير "
ما أجمل أن يلجأ العبد الي
الله ليستخيره في أمور دينه ودنياه ويطلب منه المشوره والرأي ، فهو عالم
الغيب ومن بيده مقاليد الأمور .. وإن نظرة العبد القاصرة لا تستطيع أن تقطع
في أي أمر بالخير أو الشر .. يقول المولي تبارك وتعالي علي لسان نبيه:
" وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ " الأعراف
ولكن الأجمل من ذلك أن يستسلم
العبد تماماً إلي مولاه وخالقه ويفوض أمره اليه ويوكله في تدبير شئونه ويقف
بين يديه وقفة العبد الضعيف الذليل وهو يقول
يارب ..فوضت أمري اليك ، يا حي يا قيوم يا من بيده مقاليد الأمور دبر لي فإني لا أحسن التدبير "
ويترك نفسه تماما لقدر الله يوجهه كيفما يشاء وكما يشاء ... فماذا تتوقع حينها ؟
ماذا تتوقع حين يدبر لك ملك
الملوك شئون حياتك ، هل يستطيع أحد من البشر مهما بلغت حنكته وفطنته أن
يدبر ويخطط أفضل من الله ملك الملوك؟
الإجابة معروفة مسبقا والنتيجة محسومة ، اذاً فلماذا الهم والحزن؟ و لماذا الأرق والتوتر ؟
اتركها لله ... وقل " فوضت أمري الي الله "
قلها وأنت تشعر بكل حرف فيها ، ودع ما يثقلك من حمول خلف ظهرك ... ونم قرير العين مرتاح البال فلقد فوضت أمرك الي المهيمن ...
يقول ابن القيم في مدارج السالكين في درجات التوكل:
الدرجة السادسة :
استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته.
الدرجة السابعة :
فهي التفويض: وهي إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً
واختياراً ، لا كرهاً واضطراراً. والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته.
الدرجة الثامنة:
فهو الرضا بقضاء الله وحكمه، وليس أجمل من موقف سيدنا ابراهيم لما ترك
السيده هاجر وابنها في مكه هناك و ولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر و تعلقت
بثيابه و قالت : يا إبراهيم أين تذهب و تدعنا هاهنا و ليس معنا ما
يكفينا؟!، فلم يجيبها, فلما ألحت عليه و هو لا يجيبها قالت له : آلله أمرك
بهذا ؟ ، قال : نعم ، قالت : فإذن لا يضيعنا...إنتهى كلامه حفظه الله وبارك
فيه ونفع به امين.
**~~~...حقاً اللهم دبرى لى أمرى فإني لاأحسن التدبير ....~~**
.
.
الموضوع : من أجمل ماقرأت ~~**روعة صلاة الإستخارة~~** المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: Yahia