ayaنائب المدير
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
| موضوع: جاء الصيف فماذا انتم فاعلون؟ السبت 23 أبريل 2011, 12:09 am | |
| جاء الصيف بما فيه و اشتد حر الشمس و آذى لهيبها كثير من الناس
و بدأ الكثير يفكر في النجاة من هذا الحر و إن المؤمن
الصادق في إيمانه ليذكره حر الشمس بيوم تدنو الشمس من الرؤوس و يغطي الناس العرق
فمنهم من يعرق إلى ركبتيه و منهم من يعرق إلى سرته و منهم من إلى صدره
و منهم من يلجمه العرق إلجاما .. تدنو الشمس يوم نعرض جميعا على الله عزوجل
فالنجاة يومئذ بقدر الكسب من الأعمال بعد فضل الكبير المتعال
الصيف يُذكر أهل الإيمان بشدة الحر بحر نار جهنم
ففي الصحيحين من حديث أبو هريرة قال :
قال صلى الله عليه وسلم :
اشتكت النار إلى ربها فقالت أي رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين :
نفس في الصيف و نفس في الشتاء فأشد ما تجدون من الحر و أشد ما تجدون من الزمهرير
لذا فقد ثبت في الآثار أنه كل برد أتلف شيئا فهو من نفس جهنم و كل حر أتلف شيئا فهو من نفس جهنم
فلا إله إلا الله إذا كان نفس من نفس جهنم فكيف بصلاها
و كيف بيوم يجئ بجهنم يجرها آلالاف ملايين من الملائكة
كما جاء في صحيح مسلم
وجهنم يومئذ يتطاير منها الشرر كأنه القصر العظيم ( إنها ترمي بشرر كالقصر )
من عاين هذا بعين بصيرته جعل كل همه كيف ينجو من هذه النار
ألا و إن لمن المبشرات في هذا اليوم العظيم يوم القيامة حوض النبي صلى الله عليه وسلم
يوم نرد عليه حوضه فيقرب كل صاحب سنة و يُزاد كل صاحب بدعة
فبالتمسك بهديه شربة لا يظمأ بعدها أبدا
فهلا لنا في أوقات الفراغ التعرف على هدي المصطفى و بذل الجهد في اتباعه
فالنجاة كل النجاة في اتباع هذا الإمام العظيم
هذا و حر الصيف و ما يُثير في النفوس من معان صادقة لكل عاقل
( يقلب الله الليل و النهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )
( إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب *
الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون
في خلق السموات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار )
فلم يخلق ربي سبحانه و بحمده الصيف و حره باطلا حاشاه جل في علاه
بل خلقه لعبرة و حكمة تجل عن الحصر فأولوا الألباب يتفكرون في هذه الآيات
كلما تقلب الليل و النهار فكروا فيما وراء ذلك من حكم و أخذوا منها دروس تُضئ لهم حياتهم
** ومما يثير حديث الصيف الحديث عن الوقت
الوقت هو عمر الإنسان و هو حياته يا بن آدم ما أنت إلا أنفاس كلما ذهب نفس ذهب بعضك
فتفكر في سنوات مضت كيف مضت كيف مرت
علينا جميعا بين عشية و ضحاها يشب الصبي و يشيخ الشاب و يهرم الكبير
يقلب الله الليل و النهار و يتقلب الناس في هذه الحياة الدنيا
فأطفال صغار يحبون و ما هي إلا أيام و هم على أرجلهم يمشون
ثم بعد ذلك يشتد الشباب في رعايه ثم يشيب هؤلاء ..
كيف مضت هذه الأيام بهذه السرعة كيف وجد ابن الستين الدنيا كدار لها بابان دخل من أحدهما و خرج من الآخر إنه العمر ..
إنه الزمن الذي أقسم الله جل و علا في كتابه :
( و العصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات
و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )
فالعصر هو الزمن هو الحياة إما وقت العصر المحدود في اليوم أو هو الزمان كله
على خلاف بين أهل التفسير و كلا المعنيان يدلان على أن الزمن له قيمة
و أن له منزلة كبيرة عند الله تبارك و تعالى
فالقاعدة عند علماء التفسير أن الله عزوجل إذا أقسم بشئ فإنه يدل على عظم
المقسم به فأقسم بالعصر ليدل على أهمية الزمان و الوقت
فلأجل هذه القضية الكبيرة لأجل أهميتها أقسم الله تبارك و تعالى بالعصر
قضية فلاحنا من عدمه قضية خسارة البشرية
إن لم تؤمن بالله أقسم الله عليها بالعصر ليدل على عظم الوقت و أهميته
الوقت عمرنا حياتنا لها قيمة لذا ثبت في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة و صححه الألباني
( أنه لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع منها عن عمره فيما أمضاه )
لن تتحرك خطوة حتى يسألك الملك عن عمرك , عن وقتك , عن حياتك
فيما أمضيت هذه الحياة فالوقت له قيمة
و له أهمية و ينبغي شغله بما ينفع و يفيد
** ثم قضية الفراغ
التي تنشأ عند كثير من الشباب فيبحثون عن قتل أوقات فراغهم .. سبحان الله
أبهذا يُضاع الوقت بهذه السهولة
كم من إنسان صالح يتمنى شراء الأوقات ..
كان أحد الصالحين إذا مر على الشباب و هم يلعبون بكى و قال :
وددت لو أن الأعمار تُشترى لأشتريت من هؤلاء أعمارهم
يُذهبون أوقاتهم بلا فائدة و يُضيعونها فيما لا ينفع فضلا عن الوقوع في الضار و فيما يضرهم و يؤذيهم
سبحان الله .. جاء أحدهم ممن لا يعتبرون للوقت قيمة و أمسك بيد أحد السلف و قال له : قف لأكلمك
يريد أن يتكلم كلام غير نافع و إلا فسلفنا كانوا يُعلمون و يعظون و يُرشدون لكن هذا مُضيع لوقته
جاء ليُضيع وقت إمام من أئمة الدين فقال له هذا العالم :
امسك قرص الشمس إن استطعت أن تمسك قرص الشمس فلا تمشي
و بلغتنا و بلغة عصرنا أمسك عقارب الساعة إن استطعت أن تمسك الزمان وقفت أكلمك
و إلا إذا كان الزمان يجري عليا و عليك فلما مضيعة الوقت
إذا كانت هذه الدروس و العبر ..
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
الصحة و الفراغ كما جاء في الصحيحين ..
مغبون أي خاسر من الغبن و الخسارة
نعمتان يخسر فيهما كثير من الناس صحته وموته يضيعهما بلا فائدة
و الفراغ وقت فراغه لا يغتنمه .. اعتنم خمس قبل خمس فراغك قبل شغلك ..
فهذا الفراغ نعمة كبيرة من الله لا يحس بها إلا من أُشغل عن وقته بأعمال كثيرة
فإذا كان ذلك كذلك ..
فهل ليس في وقتنا متسع إلى الراحة ؟؟
كثير من الناس تقول :
هل الأمر كله جد هل ليس هناك راحة ؟؟
لا .. لابد للإنسان من راحة .. فالإنسان يتعب و النبي صلى الله عليه وسلم من هديه و سنته
أنه يقوم الليل و يرقد و يصوم و يُفطر فهناك جد و هناك راحة أيضا
فهذه سنته صلى الله عليه وسلم فمن رغب عنها فليس منه
لابد للإنسان من راحة يرتاح فيها و لهذا ثبت في الصحيح من حديث حنظلة بن عامر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ساعة و ساعة
ساعة من الجد و ساعة من الراحة
قالها له صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى له حنظلة أنه يمضي بعض الوقت مع أولاده
في ملاعبتهم و مع أهله في ملاطفتهم فقال له : ساعة و ساعة
و لكن هذه الساعة التي فيها الراحة يجب أن يستحضر فيها المسلم أنه عبدا لله عزوجل
( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
فساعة الجد عبادة لله و ساعة الراحة عبادة لله تنوي بها راحة هذا البدن حتى تقوى على الطاعة ..
فبهذه النية تُؤجر عند الله تعالى ..
فساعة الراحة ليس فيها اقتراف لمحرمات , ليس فيها مضيعة للأوقات , ليس فيها تعدي للحرام
بل ساعة الراحة تقف عند حد المباح .. لا تفعل فيها واجب و لا مستحب
و لكن لا تتعدى فيها للحرام بل تقف للمباح .. أباح الله لك فيها تنام .. نم
أباح الله لك فيها أن تمشي في الأرض و تخرج لبلاد الدنيا
و تنظر للكون بما فيه من آيات الله .. اخرج
و لكن بدون التعدي إلى ما حرمه الله ودون الوقوع فيما حرمه الله ..
فهذه هي ساعة الراحة و ساعة العمل يرتاح فيها
و لكن في دائرة ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
فإن على الآباء دور كبير في مراعاة أولادهم فإن الله استرعانا بحفظ هذه الأمانة
فإذا حفظنا هذه الأمانة أولا نحن نقوم بواجب فقد قال الله تعالى :
( يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة )
فأنت مُطالب بأن تدفع النار عن نفسك و عن أولادك .. إذا وجدت ابنك يسهر خارج البيت
أو أنه داخل البيت يقضي أوقات طويلة فيما لا ينفع فواجب عليك شرعا
و مسئول أنت أمام الله أن تمنعه من هذا
لكن سبحان الله .. انظر لربك الكريم تقوم بواجب و الله يعطيك عليه أجر بلا حساب
سبحان الله .. هذا معقول ؟؟
نعم .. لو أنك ربيته على الصلاح و التقى بعد عمر طويل تفارق هذه الدنيا
فيبقى هذا الولد كلما عمل خيرا جاءتك الحسنات إلى قبرك .. سبحان الله
عمر مع عمرك و حياة جديدة أعمال تضاعفت في ميزان حسناتك
يوم يُغلق كتاب الحسنات و السيئات يوم أن تعمل واجب فقط
أنت ما عملت شئ زائد أنت عملت الواجب عليك سيُضاف رصيد من الحسنات من هذا الولد ..
ثم دعوة صالحة من هذا الإبن الصالح تصلك إلى قبرك
ثم إذا قدر الله و حفظ هذا الإبن كتاب الله و أنت لست بحافظ لكتاب الله تلبس هذا التاج يوم القيامة
كل من في الموقف ينظرون لهذا الأب و هذه الأم .. كيف يلبسون هذا التاج
حتى هذا الأب و الأم في حالة تعجب يا رب لما ألبسنا هذا التاج ؟؟
فيقال : بأخذ ولدكما كتاب الله
سبحان الله .. واجب أقوم به أُعطى عليه كل هذا الأجر
نعم لأننا نتعامل مع الكريم ..
فينبغي أن ،خرج من أغلال هذه الدنيا و من تعاملاتها المادية إلى التعامل مع الله
و نعقد العزم على استغلال هذا الصيف فيما يُفيد و ينفع
أسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحبه و يرضاه
. الموضوع : جاء الصيف فماذا انتم فاعلون؟ المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya |
|
Yahiaالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
| موضوع: رد: جاء الصيف فماذا انتم فاعلون؟ السبت 23 أبريل 2011, 11:18 am | |
| |
|