« نهاية غفلتي »
قصة حقيقية
يحكي ويقول:
أنا شاب كأغلب الشباب ... عاش حياة الغفلة كثيراً ... ولكن رحمة الله بي قد أنقذتني .. الحمد لله
أعمل طبيباً بأحد المستشفيات الكبرى في المدينة
وجاءتنا اليوم أشلاء ضحايا حادث تصادم كبير لحافلتين
لم يكن في العنبر كله إلا اثنين من الناجين مازالت في أجسادهم الأنفاس
ولكنها الأنفاس الأخيرة
كم سمعت عن قصص حسن وسوء الخاتمة
كم سمعت عن عن خواتيم عجيبة
لكن ما تسمعه غير ما تعاينه بعينيك
كنت أنا الطبيب المناوب في هذه الليلة
وكانت ليلة شديد البرودة
فكنت أجلس متدفئاً في حجرتي أشرب الشاي الساخن الذي أعددته وأشاهد على جهاز اللاب توب أفلام أجنبية تثير حماس هذه الليلة
وفجأة جاءني صراخ ونداء الممرضات هرعت إليهم
وإذا بحالة الشاب الأول في تدهور
هرعت لعمل التنفس الصناعي له
لا فائدة
وإذا بالشاب على السرير المجاور يفتح عينيه وياتفت إلينا ويقول
لقنوه الشهادة
تعجبت منه .. فقد كانت حالته غاية في السوء ومع هذا لم يدع فرصة الدعوة هذه
سبحان الله
حاولت أن أقرب فمي من أذن الشاب الأول وأقول له قل لا إله إلا الله
وإذا به يصرخ ويقول لاااااا
لن أقولها
ففزعني الموقف وتراجعت
ألح الشاب الثاني أن أعيد المحاولة
وأعدتها فعلاً .. ولكن هذه المرة ارتفع صوته بترديد الغناء
وظل يعلو ويعلو وفجأة صمت
وصمت جهاز القلب المشير إلى توقف القلب
فزعت للموقف فهذا أول مشهد حي لي أشاهده بعيني لسوء الخاتمة
ولكن أخرجني من فزعي صوت نحيب الشاب الثاني
فنظرت إليه متعجباً وسألته عن سبب بكائه
فرد قائلاً:
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
وكررها بضع مرات ... ثم ... لفظ نفسه الأخير
أفجعني المشهد
فلم يستغرق كله دقائق ولكن
هذا مات على التوحيد وهذا مات على الغناء
هذا مات داعياً إلى الله وهذا مات رافضاً لقول لا إله إلا الله
إن كانت حُكيت لي ما كنت لأصدقها
لكن هذه كانت بداية صحوة قلبي .. فقد كان ملك الموت معي في الحجرة وشاء الله بموت اثنان من الموجودين في الحجرة
فكيف لو كنت أنا؟
وأنا الذي كنت منذ دقائق أشاهد أفلام أجنبية على اللاب توب الخاص بي
وأنا الذي لا أركع لله إلا في الجمعة والعيدين
الحمد لله أن أنقذتني يارحمن
اللهم لك الحمد
أعضاء وإدارة وزوار منتدى مسجد الهدى المحمدى بحبكم فى الله
كل ما هو جديد وحصرى ومميز ومؤثر ومفيد تجدوه معنا بإذن الله
منتدى مسجد الهدى المحمدى يتحدى الملل
منقول من نفحـــــــات الايمان
الموضوع : « نهاية غفلتي » المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: Yahia