قال تعالى: وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القول فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء: 16]، هل نفهم من الآية أن الله تعالى سير المترفين للفسق أم ماذا، وكذلك أريد منكم شرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد، فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. المرجو منكم شرح الآية والحديث في علاقتهما بالقضاء والقدر؟ وجزاكم الله خيراً لما تقومون به.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقدمنا تفسير الآية في الفتوى رقم: 69053، وبينا أن المرأد بالأمر أمرهم بالطاعة، ولكنهم خالفوا ففسقوا، فالأمر في الآية هو الأمر الشرعي وليس الأمر القدري.
وأما الحديث فقد يمكن حمله على أن المراد أنه يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، كما في إحدى روايات الصحيحين، ويمكن حمله على أن المراد بيان أن العبرة بالخاتمة التي يختم بها العمر، فمن ختم له بخير فهو من أهل الجنة، وإن عاش حياته السابقة وهو كافر، والعكس بالعكس.
وأما عن علاقة الحديث بالقضاء والقدر فقد ذكر أهل العلم أن مراتب القدر أربعة وهي: العلم والمشيئة والكتابة والخلق فهو هنا نص على الكتابة، وقد بسطنا الكلام على الحديث ومراتب القدر في الفتاوى ذات الأرقام التالية فراجعها: 7460، 69361، 140488، 143281، 58553، 80080.
والله أعلم.
الموضوع : حكم الاجتماع على الطعام والتعزية وقراءة القرآن جماعةً المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya