حديث جميل وحوار اجمل بين الملائكة ورب العالمين
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، أو عن أبي سعيد، هو شك يعني الأعمش قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
((إن لله ملائكة سياحين في الأرض، فضلاً عن كتاب
الناس، فإذا وجدوا أقواماً يذكرون الله، فنادوا هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون
بهم إلى السماء الدنيا.
فيقول الله: أي شيء تركتم عبادي يصنعون؟
فيقولون: تركناهم يحمدونك، ويمجدونك، ويذكرونك.
فيقول: وهل رأوني؟
فيقولون: لا.
فيقول: كيف لو رأوني.
فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد تحميداً، وتمجيداً، وذكراً.
قال: فيقول فأي شيء يطلبون؟
فيقولون: يطلبون الجنة.
فيقول: وهل رأوها؟
فيقولون: لا.
فيقول: وكيف لو رأوها؟
فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً.
قال: فيقول من أي يتعوذون؟
فيقولون: من النار.
فيقول: وهل رأوها؟
فيقولون: لا.
فيقول: فكيف لو رأوها.
فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها هرباً، وأشد منها خوفاً.
قال: فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم. (ج/ص: 1/ 57)
قال: فيقول إن فيهم فلاناً الخطاء، لم يردهم إنما جاء لحاجة.
فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)).
وهكذا رواه البخاري: عن قتيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش به. وقال: رواه شعبة عن الأعمش ولم يرفعه.
ورفعه سهيل عن أبيه.
وقد رواه أحمد عن عفان، عن وهيب، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم بنحوه، كما ذكره البخاري معلقاً عن سهيل.
ورواه مسلم: عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد، عن وهب به.
وقد رواه الإمام أحمد أيضاً عن غندر، عن شعبة، عن سليمان - هو الأعمش - عن
أبي صالح، عن أبي هريرة، كما أشار إليه البخاري - رحمه الله -
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، وابن نمير، أخبرنا
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ومن سلك طريقاً يلتمس به علماً، سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة.
وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم،
إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله
فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه)).
وكذا رواه مسلم، من حديث أبي معاوية.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن الأغر
أبي مسلم، عن أبي هريرة، وأبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ما اجتمع قوم يذكرون الله، إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده)).
وكذا رواه أيضاً من حديث إسرائيل، وسفيان الثوري، وشعبة، عن أبي إسحاق به، نحوه.
ورواه مسلم من حديث شعبة، والترمذي، من حديث الثوري، وقال: حسن صحيح.
ورواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، بإسناد نحوه. وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة
وفي (مسند) الإمام أحمد، والسنن عن أبي الدرداء مرفوعا:
((وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، رضاً بما يصنع)) أي: تتواضع له،
كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}
[الإسراء: 24].
وقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن
زاذان، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن لله ملائكة سياحين في الأرض، ليبلغوني عن أمتي السلام)).
وهكذا رواه النسائي من حديث سفيان الثوري، وسليمان الأعمش، كلاهما عن عبد الله بن السائب به. (ج/ص: 1/ 58)
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم)).
وهكذا رواه مسلم عن محمد بن رافع، وعبدة بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق
به. والأحاديث في ذكر الملائكة كثيرة جداً، وقد ذكرنا ما يسره الله تعالى،
وله الحمد.
الموضوع : حديث جميل وحوار اجمل بين الملائكة ورب العالمين المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya