افلا يبرون القرآن
سورة الغاشية6
سميت بهذا لذكر الغاشية فى قوله"هل أتاك
حديث الغاشية".
"بسم الله الرحمن الرحيم هل أتاك حديث
الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم
من طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع"المعنى بحكم الرب النافع المفيد
هل جاءك خبر القيامة نفوس يومئذ خاضعة فاعلة مذلولة تذوق نارا عظيمة تروى من نهر
حميم ليس لهم من أكل سوى من زقوم لا يشبع ولا يذهب الجوع،يبين الله لنبيه (ص)أن
اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن حديث الغاشية قد أتاه
،يسأل الله نبيه (ص)هل أتاك حديث الغاشية والمراد هل جاءك خبر القيامة ؟والغرض من
السؤال هو إخباره بخبر الساعة ومنه أن بعض الوجوه وهى النفوس فى ذلك اليوم تكون
خاشعة أى خاضعة خانعة وهى عاملة أى قلقة خائفة وهى ناصبة أى متعبة أى ذليلة والسبب
هو أنها تصلى نارا حامية أى تذوق نارا موقدة مصداق لقوله بسورة الهمزة "نار
الله الموقدة"أى تدخل نارا مشتعلة وهى تسقى من عين آنية والمراد تشرب من نهر
الغساق أى الحميم مصداق لقوله بسورة النبأ"لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا
حميما وغساقا"وليس لهم طعام إلا من ضريع أى زقوم أى غسلين مصداق لقوله بسورة
الجاثية "إن شجرة الزقوم طعام الأثيم"وقوله بسورة الحاقة"ولا طعام
إلا من غسلين "وهو أكل لا يسمن أى لا يشبع ولا يغنى من جوع والمراد ولا يمنع
الجوع عن الكفار مهما أكلوا من ثمره والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية فى جنة
عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق
مصفوفة وزرابى مبثوثة "المعنى نفوس يومذاك مترفة لعملها قابلة فى حديقة
مرفوعة لا تعلم بها باطلة فيها نهر سائر فيها فرش عالية وأكواب مقدمة ووسائد مرتبة
وسجاجيد منتشرة،يبين الله لنبيه (ص)أن فى يوم القيامة تكون وجوه ناعمة والمراد
نفوس سعيدة أى ضاحكة مصداق لقوله بسورة عبس"وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة
مستبشرة"وهى لسعيها راضية والمراد بجزاء عملها فى الدنيا سعيدة وهى فى
جنة عالية أى حديقة مرتفعة لا تسمع فيها لاغية والمراد لا تعلم بها كلمة باطل أى
إثم مصداق لقوله بسورة الواقعة"لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما"فيها عين
جارية أى نهر متحرك ما فيه من شراب فيها سرر مرفوعة أى فرش عالية وأكواب موضوعة أى
كئوس مقدمة للناس ونمارق مصفوفة أى وسائد مرتبة وزرابى مبثوثة أى وسجاجيد مفروشة
على أرض الجنة .
"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى
السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت "المعنى أفلا
يفكرون فى الإبل كيف أنشأت وفى السماء كيف حملت وفى الرواسى كيف وضعت وفى الأرض
كيف بسطت ؟يسأل الله أفلا ينظرون والمراد أفلا يعلمون إلى الإبل كيف خلقت والمراد
بالإبل كيف أبدعت وبالسماء كيف رفعت أى أقيمت فوق الأرض وبالجبال كيف وضعت أى
أرسيت على الأرض وبالأرض كيف سطحت أى بسطت ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا بمعرفة
الكفار بكيفية خلق الإبل ورفع السماء ووضع الجبال وسطح الأرض ومع هذا لم يؤمنوا
بخالقهم القادر على كل شىء والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر
إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إنا إلينا إيابهم ثم إنا علينا حسابهم
"المعنى فأبلغ إنما أنت مبلغ لست عليهم بوكيل أما من أعرض أى كذب فيعاقبه
الرب العقاب الأعظم إنا إلينا رجوعهم ثم إنا علينا جزائهم ،يطلب الله من نبيه
(ص)أن يذكر أى يبلغ الوحى للناس لأنه مذكر أى مبلغ للوحى أى نذير مصداق لقوله
بسورة فاطر"إن أنت إلا نذير"ويبين له أنه ليس عليهم بمصيطر أى جبار أى
مكره للناس على الإيمان ويبين له أن من تولى أى كفر أى كذب حكم الله يعذبه الله
العذاب الأكبر والمراد يعاقبه الرب العقاب الأعظم ويبين له أن إيابهم وهو عودتهم
للحياة هى إلى جزاء الله وفسر هذا بأن حسابهم عليه أى جزاءهم هو من الله وهو النار
.
الموضوع : أفلا يتدبرون القرآن المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: على حسن عبد الهادى توقيع العضو/ه :على حسن عبد الهادى |
|