//:::فرصة للتغيير! ::://
قال احد المشايخ
رأيت أحد الشباب في أحد الأماكن العامة فسلم علي وكان مسرورا جدا وبشرني انه من رمضان الماضي قد بدأ بالصلاة والتوبة من حياته الماضية التي سودت بالذنوب والمعاصي، يقول الأخ التائب إنه يشعر بسرور بالغ وطمأنينة لم يكن يشعر بهما من قبل، حتى أصحابه السابقون استبدل بأكثرهم صحبة جديدة صالحة محافظة، وطلب مني أن ادعو له بالثبات في زماننا هذا الذي امتلأ بالفتن وصارت المعصية تأتي الى الناس في بيوتهم.
أذكر شابا آخر رأيته من زمن بعيد في احد المساجد وقد استنار وجهه بسنة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، سلم علي وذكرني بنفسه فلم أتذكر ثم قال لي ان اول لقاء كان بيني وبينه عندما ألقيت محاضرة في السجن المركزي وحضر هو المحاضرة من باب كسر الروتين وشغل الفراغ لا الرغبة في الاستفادة، ولكن الله قدر أن يقذف في قلبه الهداية والنور سألته عن لحظة التحول، قال لي ان القصص التي كنت تذكرها لنا في المحاضرة كنت أعيشها معك وبعضها كأنها تتحدث عني، ثم هزتني بعدها الآية {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم}، يقول صاحبنا.. لقد بكيت لأول مرة في حياتي وأنا اتذكر ذنوبي وارجو رحمة ربي، وانا ارجو ان يكون بكائي في ذلك المجلس توبة صادقة من كل قلبي، بعدها عاهدت ربي على التغيير فأعانني، واجهت بعض المصاعب بداية الأمر لكن عزمي على مواصلة الطريق واستعانتي بالله كانت اقوى من جميع المصاعب.
ولا انسى ذلك الاتصال من احدى الاخوات التي حدثتني عن سوء البيئة التي هي فيها فلا تكاد توجد محجبة حجابا شرعيا صحيحا في عائلتها واقربائها فضلا عن لابسة للعباءة، ومع هذا فهي تلبس العباءة بالرغم من صغر سنها، وتعرضت لضغط كبير من العائلة واستهزاء من الكثيرين ولكنها لم تبالِ، تبكي وهي تتحدث الي بسبب شعورها بالألم اذ كيف تمدح عندهم من تعصي ربها وتشجع على ارتكابها ما حرم الله، اما التي تريد طاعة ربها فهي المنبوذة المقهورة، صبرتها وذكرتها بالله فرأيتها هي التي تصبرني بقوة ايمانها وثباتها على طاعة ربها!!
التائبون والمتحولون من الضلال الى الهدى ومن المعصية الى الطاعة نراهم ونسمع بهم كل يوم، وفي مثل هذه الايام الفرصة اعظم واكبر، فالتوبة الى الله من اعظم الاعمال الصالحة، والهداية والاستقامة بداية كل خير للعبد المؤمن، فلماذا لا يفكر الكثيرون ممن الهتهم الدنيا واشغلتهم الفتن بالعودة الى خالقهم؟ ولماذا لا يقرر من ترك الصلاة ان يبدأها اليوم، وغير المحجبة ان تبدأ بالحجاب ومدمن الاغاني بهجرها والبدء بالقرآن، وعاق والديه ببرهما وقاطع الرحم بوصلها، ومدمن الخمر بتركها وفاعل الفواحش بالاقلاع عنها، (والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) نحن في أفضل ايام السنة واجلها وأعظمها قدرا، وبعد غد هو خير يوم طلعت فيه الشمس، وصيامه يكفر سنة ماضية وسنة قادمة، والرب عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو ينادي عباده المؤمنين ويدعوهم للتوبة فهل نرد يد الله عز وجل وهل نصد عن دعواه؟!!
الموضوع : ::: فرصة للتغيير! ::: المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: زهرة المدائن توقيع العضو/ه :زهرة المدائن |
|