محب لله ورسولهعضو جديد
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
الموقع : www.cheecy.mam9.com
| موضوع: وجوب هجر المعاصي والتوبة إلى الله عز وجل السبت 06 مارس 2010, 4:58 pm | |
| وجوب هجر المعاصي والتوبة إلى الله عز وجل
الحمد لله، حمداً كثيراً كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدى الفجر وأنور، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها المسلمون، فقد سمعتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هاجر من بلد الله - تعالى – مكة؛ الذي هو أحب البلاد إلى الله عز وجل، وأحب البلاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر منها لحماية دين الله والدعوة إليه، هاجر منها كارهاً ما كان عليه أهلها من الشرك والكفر، ولكن العاقبة صارت له ولله الحمد، فقد رجع إليها بعد ثماني سنوات فاتحاً لها، ظافراً منصوراً، هازماً للكفر والأصنام، والحمد لله أفلا يكون جديراً بنا أيها المسلمون أن نهجر ما أمرنا الله بهجره من المعاصي والفسوق؛ فإن المهاجر: من هجر ما نهى الله عنه إذا لم يكن له هجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، وإن كثيراً من المسلمين اليوم لا يبالون بما فعلوا من المعاصي إلا أن يشاء الله، وإن من فعل معصية من المعاصي فعليه أن يتوب منها، ولا تكون التوبة نصوحاً إلا بخمسة شروط:
الأول: أن تكون خالصة لله عز وجل.
والثاني: أن يندم الإنسان على ما بدر منه من الذنوب.
والثالث: أن يقلع عن الذنب في الحال فإن كان الذنب يتعلق بآدمي فعليه أن يستحله منه أو يرد مظلمته إليه إن كانت مالاً.
الرابع: أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل، فإن عاد في المستقبل فإن ذلك لا ينفعه، وهذا هو الشرط الرابع.
أما الشرط الخامس: فأن تكون التوبة في وقت القبول، وذلك بأن تكون قبل حلول الأجل، وقبل خروج الشمس من مغربها، فإن حضر الأجل فلا توبة؛ قال الله عز وجل: +وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ" [النساء: 18]. أيها المسلمون، احذروا من أكل الحرام، فإن أكل الحرام سبب لمنع الدعاء، سبب لعدم قبول الدعاء؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا" (7) وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" [البقرة: 172]، وقال تعالى: +يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" [المؤمنون: 51]، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب وملبسه حرام ومطعمه حرام وغذي بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأنى يستجاب لذلك" (8) فاستبعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستجاب دعاء هذا الرجل مع أنه قد أتى بأسباب إجابة الدعاء؛ من رفعه يديه إلى السماء، وسؤاله ربه باسمه الرب، وكونه أشعث أغبر، وكونه مسافراً، ومع ذلك مع هذه الأسباب كلها استبعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجيب الله دعوته؛ لأنه يأكل الحرام ويتغذى به، فاتقوا الله أيها المسلمون، وأطيبوا مأكلكم، ومشربكم، ومسكنكم، وملبسكم؛ حتى تكونوا طيبين، وحتى تكونوا مقبولين عند الله، واعلموا "أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، فعليكم بالجماعة، ألا وهي: الاجتماع على دين الله، ومن أهم ذلك الاجتماع على الصلوات الخمس في المساجد، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار" (9) واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، فقال - جل من قائل عليما -: +إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته، اللهم ارزقنا اتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين، اللهم ارضَ عن أولاده الغر الميامين، وعن زوجاته أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين، اللهم أعز المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك يا رب العالمين، اللهم كن معهم على عدوهم، اللهم من أراد بالمسلمين كيداً فاجعل كيده في نحره، وشتت شمله، وأفسد أمره، واهزم جنده، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم من أراد المسلمين بسوء فشتت عليه الأمور، اللهم اجعل بأسهم بينهم، اللهم اجعل بأسهم بينهم، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا رب العالمين، +رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" [الحشر: 10].
عباد الله، +إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم +وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45].
الموضوع : وجوب هجر المعاصي والتوبة إلى الله عز وجل المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: محب لله ورسوله توقيع العضو/ه :محب لله ورسوله | |
|
|