أحلى حياةمدير عام المنتدى
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: (¯`•._) ( أبو بكر الصديق .. أول الخلفاء ) (¯`•._) الإثنين 22 مارس 2010, 9:50 pm | |
|
أبو بكر الصديق .. أول الخلفاء
توفى النبى محمد بن عبد الله فى عام 632 ميلادى ، تاركا للمسلمين قواعد دين واضحة و كتاب الله القرآن، لكن قضية إدارة شؤون الأمة السياسية لم تكن واضحة ومتفقا عليها عند الجميع، لذلك فإن أول مشكلة كانت ستواجه المسلمين هى قضية الخلافة أو قيادة الأمة..
كان "أبو بكر الصديق" هو أول من آمن من الرجال, وأول المبشرين بالجنة وأول الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول, وكان ممن رافقوا النبى صل الله عليه وسلم منذ بدء الإسلام، ويعتبر الصديق المقرب له.
ولد سنة 51 ق.هـ (573 م) بعد عام الفيل بحوالى ثلاث سنوات. كان سيداً من سادة قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن رفضوا عبادة الأصنام فى الجاهلية، بل كان حنيفاً على ملة إبراهيم.
وهو والد "عائشة" زوجة الرسول وسانده بكل ما يملك فى دعوته، وأسلم على يده الكثير من الصحابة.
ويعرف بـ "أبى بكر الصديق" لأنه صدق محمداً فى قصة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدق النبى فى كل خبر يأتيه, وقد وردت التسمية فى آيات قرآنية وأحاديث نبوية. وكان يدعى بالعتيق والأوّاه.. وعن تسميته بـ "أبى بكر" قيل لحبه للجـِمال، وقيل لتبكيره فى كل شئ.
بويع بالخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11هـ، واستمرت خلافته قرابة سنتين وأربعة أشهر. توفى فى يوم الاثنين فى الثانى والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
حارب المرتدين عن دفع الزكاة.
جمع القرآن فى مصحف واحد حتى لا يضيع أو يشوبه التاويل والتحريف.
نشر الإسلام خارج حدود المدينة.
إنه أول من أسلم من الرجال, وأول من صدق الرسول فى دعوته, أول المبشرين بالجنة, ورفيق الرسول فى الهجرة, وأول الخلفاء الراشدين, وأول من أمر جمع القرآن.
إنه أبو بكر الصديق.
نسبه ومولده:
أبوه "أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان". ويلتقى فى نسبه مع النبى "محمد بن عبد الله" عند "مرة بن كعب"، وينسب إلى "تيم قريش"، فيقال: "التيمي".
أمه "أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان". وهى بنت عم أبيه، وتُكنَى "أم الخير". ولدته بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر؛ وقيل إنها كان لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به الكعبة، فقالت : "اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لى", ويقال إن هذا سبب تسميته بالعتيق. يروى أن اسمه كان قبل الإسلام عبد الكعبة؛ وحين أسلم سماه النبى "عبد الله".. كانت أم الخير من أوائل النساء إسلاماً.
تجارة أبو بكر:
نشأ أبو بكر فى مكة، ولما جاوز عمر الصبا عمل بزازاً - أى بائع ثياب - ونجح فى تجارته وحقق من الربح الكثير, وكان يشارك فى رحلتى الشتاء والصيف, وكان قد إشتهرت تجارته, كان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وأعرف قريش بالأنساب, وكان ممن حرموا الخمر على أنفسهم فى الجاهلية، وكان حنيفياً على ملة النبى إبراهيم. كان أبو بكر يعيش فى حى حيث يسكن التجار وحيث كان يسكن النبى قبل بعثته, ومن هنا تعرف بالنبى قبل البعثة بعام واحد, فنشأت بينهم الصداقة, حيث كانا متقاربين فى السن والأفكار والكثير من الصفات والطباع..
وفى إحدى رحلاته للشام وبعد أن أنهى رحلته وقبل أن يعود إلى مكة رأى رؤيا ملأت وقته بالتفكير والتأمل, حيث رآى "أن القمر قد غادر مكانه فى الأفق الأعلى, ونزل على مكة حيث تجزأ إلى قطع وأجزاء تفرقت على جميع منازل مكة وبيوتها, ثم تقاربت هذه الأجزاء مرة أخرى, وعاد القمر إلى كيانه وإستقر فى حجر (أبو بكر)", فسارع إلى أحد الرهبان الصالحين وقص عليه مارآه, فتهلل وجه الراهب الصالح وقال لـ (أبى بكر): "لقت أهلت أيامه"
وتساءل (أبو بكر): "من تعنى؟ النبى الذى ننتظر؟"
ويجيبه الراهب: "نعم وستؤمن به وستكون أسعد الناس به"
ويعود (أبو بكر) إلى مكة, وتصل إلى أذنية كلمات قريش التى تتردد بشأن (محمد) صل الله عليه وسلم.
ويقترب أحد الرجال من (أبى بكر) ويقول له: "أعلمت ما فعل صاحبك؟"
فيتساءل (أبو بكر) قائلاً: "وماذا فعل يا أخا العرب؟"
فحكى له الجل بأن محمداً قد صعد إلى جبل الصفا وهتف معلناً نبوته: "إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد"
فقال أبو بكر كلمته الخالدة وهو سعيداً بما حدث: "إن كان قائله فقد صدق"
فكان "أبو بكر" أول من أسلم من الرجال.
حياته بعد الإسلام:
وبعد أن أسلم "أبا بكر"، ساند النبى فى دعوته للإسلام مستغلاً مكانته فى قريش وحبهم له، فأسلم على يديه الكثير، منهم خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم: "عثمان بن عفان"، و"الزبير بن العوَّام"، و"عبد الرحمن بن عوف"، و"سعد بن أبى وقاص"، و"طلحة بن عبيد الله".
كذلك فقد جاهد "أبا بكر" بماله فى سبيل الدعوة للإسلام حيث قام بشراء وعتق الكثير ممن أسلم من العبيد المستضعفين منهم:"بلال بن رباح"، و"عامر بن فهيرة"، "وزِنِّيرة"، و"النَّهديَّة"، وابنتها، وجارية بنى مؤمّل، و"أم عُبيس".
من مواقفه الهامة كذلك أنه صدَّق النبى فى حادثة الإسراء والمعراج على الرغم من تكذيب قريش له، وأعلن حينها دعمه الكامل للنبى وأنه سيصدقه فى كل ما يقول، لهذا لُقب بالصِّديق. بقى أبو بكر فى مكة ولم يهاجر إلى الحبشة حين سمح النبى لبعض أصحابه بهذا، وحين عزم النبى على الهجرة إلى يثرب, صحبه أبو بكر فى الهجرة النبوية.
حياته فى المدينة:
بعدما وصل الرسول وأبى بكر للمدينة، قام النبى بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، اخى بين أبى بكر وعمر بن الخطاب. عاش أبو بكر فى المدينة طوال فترة حياة النبى وشهد معه الكثير من المشاهد، تقول الروايات أنه ممن حاولوا اقتحام حصن اليهود فى غزوة خيبر، وأنه ممن ثبتوا مع النبى فى معركة حنين حين انفض عنه المسلمين خوفاً وتفرقوا، كذلك يقال أنه حامل الراية السوداء فى غزوة تبوك حيث كان هناك رايتان إحداهما بيضاء وكانت مع الأنصار والأخرى سوداء وقد اختلفت الروايات على حاملها فقيل على بن أبى طالب وقيل أبو بكر. تزوج من حبيبة بنت زيد بن خارجة فولدت له أم كلثوم، ثم تزوج من أسماء بنت عميس فولدت له محمدًا.
زوجاته وأولاده:
- تزوج "أبو بكر" فى الجاهلية (قتيلة بنت سعد) فولدت له "عبد الله" و"أسماء" . أما "عبد الله" فإنه شهد يوم الطائف مع النبى صل الله عليه وسلم وبقى إلى خلافة أبيه ومات فى خلافته وترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر . وولد لـ "عبد الله" "اسماعيل" فمات ولا عقب له . وأما "أسماء" فهى ذات النطاقين و هى التى قطعت قطعة من نطاقها فربطت به على فم السفرة فى الجراب التى صنعت لرسول الله صل الله عليه وسلم و"أبى بكر" عند قيامها بالهجرة وبذلك سميت (ذات النطاقين) وهى أكبر من "عائشة". وكانت أسماء أشجع نساء الإسلام وأثبتهن جأشا وأعظمهن تربية للولد على الشهامة وعزة النفس تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد ثم طلقها فكانت مع ابنها "عبد الله بن الزبير" حتى قتل بمكة وعاشت مائة سنة حتى عميت وماتت.
وتزوج "أبو بكر" أيضا فى الجاهلية (أم رومان) فولدت له "عبد الرحمن" و"عائشة" زوجة رسول الله توفيت فى حياة رسول الله فى سنة ست من الهجرة فنزل رسول الله قبرها واستغفر لها وكانت حية وقت حديث الإفك.
وتزوج أبو بكر فى الإسلام (أسماء بنت عميس) وكانت قبله عند "جعفر بن أبى طالب". فلما قتل "جعفر" تزوجها "أبو بكر الصديق" فولدت له "محمد بن أبى بكر".
وتزوج أيضا فى الإسلام (حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبى زهير الخزرجى) فولدت له جارية سمتها "عائشة أم كلثوم" . تزوجها "طلحة بن عبيد الله" فولدت له "زكريا" و"عائشة" ثم قتل عنها فتزوجها "عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبى ربيعة المخزومى".
وفاة النبى وتولى "أبى بكر" الخلافة (11 هجرية):
لما إشتد المرض على رسول الله وجاء بلال يأذنه بالصلاة, قال الرسول صل الله عليه وسلم:( مروا أبا بكر فليصل بالناس)
فقالت "عائشة": (يارسول الله إن أبا بكر رجل أسيف, وإنه متى يقم مقامك لا يُسـِمع الناس فلو أمرت عـُمر)
فرد الرسول قائلاً: (مروا أبا بكر يصلى بالناس)
فطلبت "عائشة" من "حفصة" أن تردد عليه ما طلبته منه بأن يأمر "عمر" بالصلاة بالمسلمين, فلما طلبت حفصة من النبى صل الله عليه وسلم ذلك قال النبى صل الله عليه وسلم: (أنكم لأنتن صواحب يوسف, مروا أبا بكر فليصل بالناس).
لم يكن إختيار النبى صل الله عليه وسلم لـ "أبى بكر" لأنه أول من أسلم, ولا لأنه ثانى إثنين إذ هما بالغار, ولا لأنه أقرب الناس إلى قلب الرسول... ولكن قد يكون ذلك لأن الرسول كان أعرف الناس بطبيعة المرحلة القادمة التى ستمر بها الأمة الإسلامية بعد وفاته, وهو أقدر الناس معرفة بالرجال, ولعله رأى أن "أبا بكر" هو أقدر الناس على تحمل التبعة والقيام بتلك المهمة.
وفى بيعة "السقيفة" أجمع المسلون على خلافة "أبو بكر". وقال له "عمر بن الخطاب": (ألم يأمر النبى بأن تصلى أنت بالمسلمين, فأنت خليفته, ونحن نبايعك, فنبايع خير من أحب رسول الله منا جميعاً).
وفى اليوم التالى (الثلاثاء 13 من ربيع الأول) جلس أبو بكر على منبر المسجد وبايعه الناس البيعة الكبرى أو العامة, ثم خطب خطبة قصيرة أعلن فيها: (أما بعد .. أيها الناس .. فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد فى سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم).
أبو بكر وبعثة أسامة إبن زيد:
كان الرسول صل الله عليه وسلم قد جهز جيش "أسامة بن زيد" وأمره بالتوجه إلى حدود الشام للأخذ بثأر الذين قتلوا فى غزوة مؤتة, وبينما كان المسلمون معترضون على إمارة "أسامة"، لأنه كان شابا فى السادسة عشر من عمره, فقد خرج رسول اللّه عاصبا رأسه فقال: (أيها الناس أنفذوا جيش أسامة) ورددها ثلاث مرات. وقال: (إن تطعنوا فى إمارته فقد كنتم تطعنون فى إمارة أبيه من قبله، وايم اللّه إنه كان خليقا للإمارة، وايم اللّه إنه لمن أحب الناس إلى من بعده).
وتوفى الرسول صل الله عليه وسلم وكان جيش "أسامة" معسكراً بالجُرْف على بعد ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام, فأجلت وفاة الرسول زحفه.
ثم إختلفت المسلمون بعد وفاة الرسول فى أمر إرسال جيش "أسامة" إلى فريقين:
فريقاً رأى أن إرسال جيش أسامة مخاطرة رهيبة فى الوقت الذى أصبحت فيه المدينة نفسها مهددة بغزو المرتدين.
وفريقاً آخر رأى أنه لابد من إرسال هذا الجيش مهما كانت الظروف ولا يجوز بأى حال من الأحوال حل عقدة عقدها رسول الله صل الله عليه وسلم, وكان يمثل هذا الفريق "أبا بكر" الذى قال: (والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله, ولو ان الطير تخطفتنا والسباع من حول المدينة .. ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزن جيش "أسامة" إلى وجهته).
فكان أول ما قام به "أبو بكر" بعد بيعته بالخلافة, أن جهز جيش "أسامة بن زيد" فقد كان إرسال الجيش بعد بيعة أبى بكر بيوم أى يوم الأربعاء 14 من ربيع الأول سنة 11 هـ.
وخرج "أبو بكر" حتى وصل إلى جيش "أسامة" وكان ماشياً و"أسامة" راكباً و"عبد الرحمن بن عوف" يقود دابة "أبى بكر" فقال له أسامة: (يا خليفة رسول اللّه، واللّه لتركبن أو لأنزلن). فقال "أبو بكر: (واللّه لا تنزل وواللّه لا أركب وما على أن أغبر قدمى فى سبيل اللّه ساعة. فإن للغازى بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له وترفع عنه سبعمائة خطيئة) ثم قال "أبا بكر": (إن رأيت أن تعيننى بعمر فافعل)، حيث كان "عمر بن الخطاب" فى جيش "أسامه" ومعنى ذلك أن "أبا بكر" يستأذن "أسامة" - قائد الجيش – فى أن يترك له "عمر" الذى كان فى الجيش فأذن له "أسامة".
وصية أبى بكر الجيش:
ثم أوصى "أبو بكر" جيش "أسامة" فقال:
(يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها. وتلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فأخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم اللّه).
فوضع بذلك "أبو بكر" فى هذه الوصية دستوراً للحرب الهادفة وقانوناً للمعارك الشريفة.
وقال لـ "أسامة": (إصنع ما أمرك به نبى اللّه صل الله عليه وسلم. ابدأ ببلاد قضاعة ثم ائت آبِلَ ولا تقصرن من شئ من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا تعجلن لما خلفت عن عهده).
فسار "أسامة" وأوقع بقبائل من قضاعة التى ارتدت وغنم وعاد وكانت غيبته أربعين يوما سوى مقامه ومنقلبه راجعا من غير أن يفقد أحدا من رجاله. عاد الجيش بعد أربعين يوماً سالماً غانماً لينضم فى قتال المرتدين
معركة اليمامة وقتال المرتدين :
المرتدين:هم الذين عادوا لأديان الجاهلية ، والذين توقفوا عن الزكاة، وادعى بعضهم النبوة مثل مسيلمة الكذاب، فقد أرسل أبو بكر أحد عشر جيشا على رأسهم خير القادة مثل: خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص لقتالهم وأوصاهم بمراعاة آداب الحرب.
وفى معركة اليمامة – وهى الحرب التى دارت بين جيش المسلمين بقيادة "خالد بن الوليد" و"مسيلمة الكذاب" كان فى الجيش عدد كبير من حملة القرآن وحفظته إستشهد منهم نحو 70 صحابياً.
نجحت الجيوش فى مهمتها وعادت القبائل المرتدة للإسلام وعادت للجزيرة العربية وحدتها.
جمع القرآن :
أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر بجمع القرآن, لإستشهاد عدد كبير من حفظه القرآن فى حروب الردة, وحتى لا يضيع القرآن أو يصيبه التأويل والتحريف, فإتفق "أبو بكر" و"عمر" على جمع القرآن الكريم.
فأمر "أبو بكر" بجمع القرآن فى مصحف واحد وكلف كاتب وحى الرسول "زيد بن ثابت" بهذه المهمة، وظل "أبو بكر" و"عمر" يراجعان "زيداً" حتى تمت المهمة, وبهذا تم حفظ كتاب الله.
نشر الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية:
أرسل أبو بكر الجيوش الإسلامية لكل من العراق والشام لتخليصهما من ظلم الفرس والروم, ولنشر الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية وتامين حدود الدولة الإسلامية.
فأرسل الخليفة ابو بكر خمسة جيوش كالأتى-
- جيش العراق: أرسل "خالد بن الوليد" إليه ففتح أكثر من نصفه فى عدة شهور.
- جيوش الشام :
- "أبو عبيدة بن الجراح" لفتح حمص شمال بلاد الشام.
- "يزيد بن أبى سفيان" لفتح دمشق وسط بلاد الشام.
- "شرحبيل بن حسنة" لفتح الأردن.
- "عمرو بن العاص" لفتح القدس بفلسطين.
وصية أبى بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام (12 هجرية):
قال:
(يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون).
معركة أجنادين 13 هـ:
كانت جيوش الشام بقيادة أبوعبيدة بن الجراح ثم أمرالصديق خالد بن الوليد بالتوجه لبلاد الشام وقيادة الجيوش الإسلامية.
نجح خالد فى الانتصار على الروم فى موقعة أجنادين 13 هـ .. لكن, فى تلك الأثناء توفى الخليفة أبو بكر الصديق عن عمر 63 عاماً فخلفه الفاروق عمر بن الخطاب.
مواقف فى وقت خلافته:
ومن سيرة ابن هشام نقرأ بأن عمر بن الخطاب كان يَرَى أبا بكر يخرج كل يوم من صلاة الفجر إلى ضاحية من ضواحى المدينة، فكان يتساءل فى نفسه إلى أين يخرج! ثم تَبِعَه مرة فإذا هو يدخل إلى خيمة منزوية، فلما خرج أبا بكر دخل عمر فإذا بالخيمة عجوزاً كسيرة عمياء معها طفلين، فقال لها عمر: يا أمة الله، من أنتِ ؟!
قالت: أنا عجوزاً كسيرة عمياء فى هذه الخيمة، مات أبونا ومعى بنات لا عائل لنا إلا الله –عز وجل- قال عمر: ومن هذا الشيخ الذى يأتينكم ؟ قالت: هذا شيخ لا أعرفه يأتى كل يوم فيكنس بيتنا ويصنع لنا فطورنا ويحلب لنا شياهنا! فبكى عمر وقال: أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر!
وصية أبو بكر ووفاته (13 هجرية):
حين مرض أبو بكر عاده الناس وسألوه أن يحضروا طبيباً فرد قائلاً: (لقد رآنى الطبيب وقال إنى فعالُ لم أريد).
وقبل موته عادت مشكلة الخلافة من جديد فما كان من "أبى بكر" إلا أن حلها بالوصية إلى "عمر بن الخطاب" الذى أصبح خليفة لـه, فدعا "عمر", وقال له:
(إنى مُستخلفك من بعدى, وموصيك بتقوى الله. إن لله عملاً بالليل لا يَقبله بالنهار, وعملاً بالنهار لا يقبله بالليل, إنه لا تُـقبـَل نافلة حتى تؤدى الفريضة, فإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الحق فى الدنيا, وثقله عليهم, وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلاً. وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل, وخفته عليهم, وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل ان يكون خفيفاً!.
إن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم, وتجاوز عن سيئاتهم.
فإذا ذكرتهم قلت: غن أخاف أن لا أكون من هؤلاء.
وذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم. وذكر آية الرحمة مع آية العذاب, ليكون العبد راغباً راهباً, ولا يمنى على الله غير الحق, ولا يلقى بيده إلى التهلكة. فإذا حفظت وصيتى, فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك! وإن ضيعت وصيتى فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت, ولست بمعجز الله!)
وحين إشتد عليه المرض سأل من حوله: (أى يوم هذا؟) وحين علم أنه يوم الإثنين, تمنى ان يقبض روحه ليوافق نفس يوم وفاة النبى صلى الله عليه وسلم, ثم وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن وأن يكفنوه فى ثوبه القديم مع ثوبين آخرين, فقالوا: (نجعلها كلها جديدة) فقال: (إن الحى أحق بالجديد, وإنما هى للمهلة "فترة القبر").
توفى أبو بكر الصديق وعمره 63 عاماً فى توفى ليلة يوم الثلاثاء 21 جمادى الثانى عام 13 هجرية (22 أغسطس 634م) فى المدينة المنورة, فدفن فى حجرة عائشة - إلى جوار الرسول صل الله عليه وسلم, بعد أن أمضى فى الخلافة عاماين وثلاثة أشهر, وإرتجت المدينة كلها بالبكاء, ورثاه "على بن أبى طالب" قائلاً: (كنت كما قال عنك رسول الله صلى الله عليك وسلم ضعيفاً فى بدنك قوياً فى أمر الله. متواضعاً فى نفسك عظيما عند الله تعالى. إعتدل بك الدين وقوى بك الإيمان)
وبويع "عمر بن الخطاب" فى اليوم التالى لوفاة "أبو بكر الصديق".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع : (¯`•._) ( أبو بكر الصديق .. أول الخلفاء ) (¯`•._) المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: أحلى حياة |
|