عباد الله.. ان الرسول صلى الله عليه وسلم أراد الله أن يحيي به القلوب الميتة.. وأن يوقظ الأرواح الغافلة..
كانالعرب قبل الاسلام ميتين، كانوا يعبدون الحجر والصنم والشجر والاوثان..
يزنون ويغشون ويكذبون ويقطعون الارحام ويتلاعنون.. فلما ارد الله أن يحيي
قلوبهم بعث محمدا صلى الله عليه وسلم.. ((هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين))
إن البرية يوم مبعث أحمد .......... نظر الاله لها فبدل حالها
بل كرم الإنسان حين اختار من .......... بين البرية نجمها وهلالها
فلما أتى صلى الله عليه وسلم بكلمتين من أتى بهما يوم القيامه عاملا بمقتضاهما
فتح الله له باب الجنة.. ومن لم يأت بهما فلن يفتح له باب الجنة وهو من الخاسرين..
يقول عمر بن الخطاب.. فاروق الاسلام.. الخليفة العادل.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مامنكم
من أحد يتوضأ فيبلغ (أو يسبغ) الوضوء ثم يقول : اشهد ان لا اله الا الله
واشهد ان محمدا رسول الله.. فتحت له ابواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"
فابواب الجنة الثمانية تفتح لك أيها العبد الصالح، يا
ابن من سجدوا لله.. يا ابن من رفعوا لا اله الا الله.. يا ابن من ماتوا تحت
علم لا اله الا الله.. فليس بغريب أن تهتدي لكن الغريب ان تضل عن سبيل الله..
قال الله عز وجل ((أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها))
وقال أيضاً ((فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء))
* * *
كان له جذع نخلة يخطب عليه يوم الجمعة بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم.. فقال للانصار: ((اصنعوا لي منبرا جديدا أخطب عليه)).. فأتوا بمنبر من خشب..
فلما أتى يخطب عليه ترك الجذع الأول (جذع نخلة) قال جابر بن عبدالله: والله لما
تركه سمعنا للجذع حنينا كحنين الابل وبكاء كبكاء الاطفال.. حتى سمعه اهل المسجد..
جذع من خشب يبكي للرسول صلى الله عليه وسلم.. هذا الحديث
في البخاري.. وفي مسلم.. قال: فتحدرت دموعه صلى الله عليه وسلم ونزل الى الجذع يدهدهه ويسكنه..
أخذ يدهده العود ويقول: ((اسكت بإذن الله أنا رسول الله)).. حتى سكت..
وخيره بالبقاء معه في الدنيا او ان يغرس في الجنة فاختار الجنة * * *
يقول سبحانه وتعالى: ((اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا ءاية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم * وكل أمر مستقر))
خرج صلى الله عليه وسلم على كفار قريش وهم في الحرم فقال:
يا أيها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا.. يا أيها الناس لا أغني عنكم
من الله شيئا.. يا أيها الناس إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد..
قال ابوجهل وحلف بآلهته: لا أسلم لك ولا أؤمن لك ولا أصدقك.. حتى تشق لي القمر ليلة البدر اربعة عشر والقمر في سماء مكه..
فقال صلى الله عليه وسلم: ((أإن شققته تسلم وتؤمن؟))
قال: نعم.. فدعا ربه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم شق هذا القمر)) ثم أشار بيده فانشق القمر فلقتين.. فلقة ذهبت الى عرفات وفلقة ذهبت الى ابي قبيس.. فقال: ((اللهم اشهد.. اللهم اشهد.. اللهم اشهد))
فقاموا ينفضون ثيابهم ويقولون سحرنا محمد .. سحرنا محمد..
فيقول سبحانه وتعالى: ((اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا ءاية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم * وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر))
جاءهم والله آيات يشيب منها الوليد.. جاءهم والله عبر يسلم منها الكافر.. جاءهم
والله بينات ومواعظ تتدكدك منها الجبال.. لكن اين القلوب؟؟؟ فما اسلم الا قليل..
* * *
وهذا الرسول الذي بعثه سبحانه وتعالى ذكره في القرآن فقال له مرة من المرات: ((وانك لعلى خلق عظيم)) ..
أعظم الناس خلقا وأجل الناس واصبر الناس واحلم الناس.. وواجبك ايها المسلم
ان يكون محمد صلى الله عليه وسلم قدوتك وان يكون امامك ليقودك الى الجنة..
ومما زادني شرفا وفخرا .................... وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي ................. وان صيّرت أحمد لي نبيا
هذا الرسول صلى الله عليه وسلم كان اشد الناس تواضعا.. مرت به عجوز وهو يأكل
على التراب تمرا صلى الله عليه وسلم.. أفضل من خلق الله وأورع من خلق
الله.. وأشرف من خلق الله.. والعجوز مشركه فقالت؟ انظروا اليه يأكل كما
يأكل العبد ويجلس كما يجلس العبد..
فقال: ((آكل كما يأكل العبد.. وأجلس كما يجلس العبد.. فإنما انا عبد)).. والله يقول له: ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى))
وقال ايضاً ((وإنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا))
وقال ايضاً ((تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا))
* * *
هذا وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ... اللهم اجعلنا من أمته يوم القيامة ياكريم ياغفور ..
من كتاب (تحف نبوية) للشيخ : عائض القرني
الموضوع : من معجزات ورحمة الرسول صلى الله عليه وسلم المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya