السلفيون وماذا يريدون بمصر؟
الشيخ/ محمد حسان
الحمد لله وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين وبعد.. فأنا أشكر حضراتكم جميعاً علي هذه الدعوة الكريمة المباركة التي أسعد فيها بلقاء الأفاضل الذين يديرون كفة التوجيه والفكر في جريدة الجمهورية. وأهنئهم علي ثوبهم الجديد وأسأل الله أن يجعلها بداية خير وبركة علي بلادنا وعلي أمتنا وأسال الله تعالي مزيداً من التوفيق والسداد إنه ولي ذلك وهو القادر عليه. وأدخل في الحوار مباشرة لهذه المحاور الساخنة فعلاً.
السلفيون أيها الافاضل وسوف أكون واضحاً جداً - في كل إجاباتي إن شاء الله تعالي لأنني أعتقد أن المرحلة التي نحياها الان لا تحتمل ما يعرف بالإتيكيت الفكري. ولا تعترف بما يسمي دبلوماسية الحوار. ولذا سوف تكون الإجابات واضحة جداً. وأسأل الله التوفيق والسداد والإخلاص..
السلفية ليست حزباً وليست جماعة. وليس من حق أي شخص أن يجعل من نفسه حارساً علي بوابة السلفية. ليُدخل من هذه البوابة من شاء وليُخرج منها من شاء. وإنما السلفية منهج لفهم القرآن. والسنة بفهم سلف الأمة وعلي رأس السلف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. والرسول هو أول من استعمل لفظة السلف حين أسر إلي فاطمة الزهراء "البضعة الطاهرة" رضي الله عنها منه وهو علي فراش الموت. سارها مرة فبكت وسارها مرة فضحكت فلما سئلت عن سبب ضحكها قالت ان رسول الله قال لها: أنا لكي خير سلف والحديث في الصحيحين. ولا أريد ان أذكر الحديث بطوله لضيق الوقت فقط ثم إن أول من لقب بالسلف الصالح من الصحابة هو عثمان بن مظعون رضي الله عنه. المنهج السلفي بمعناه الدقيق هو فهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة أي بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وتابعيهم بإحسان الي يوم الدين. قال الله عز وجل:¢ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَي وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا¢ "النساء 115" والمقصود بالمؤمنين هنا الصحابة. وشرف لنا أيها الأحبة أن نرجع لفهم القرآن والسنة بفهم السلف.. بفهم الصحابة لأنهم أعلم الناس بمراد الله ورسوله وهم أفهم الناس بكتاب الله وكلام رسوله صلي الله عليه وسلم. روي الإمام احمد في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ¢من كان مُستنّاً فليستن بمن قد مات. فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة. أولئك أصحاب محمد. كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا. وأعمقها علمًا. وأقلها تكلفًا. قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه. فاعرفوا لهم حقهم. وتمسكوا بهديهم. فإنهم كانوا علي الهدي المستقيم¢ وقد شهد الرسول صلي الله عليه وسلم لهذه القرون بالخيرية ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: ¢ خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم¢.. بعض أساتذتنا من أدبائنا ومفكرينا وعلمائنا يقولون إن السلفية مدة زمنية مقصورة علي القرون الخيرية الأولي وهذا شرف آخر لتزكية النبي لهذه القرون والبعض الآخر يقول وهو الأولي أن السلفية منهج لفهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.. هل معني ذلك أن باب الاجتهاد قد أغلق وأننا سنظل قاصرين علي فهم القرآن والسنة علي فهم سلفنا حتي فيما يَجد من النوازل والطوارئ والمشاكل.. والجواب لا.. بل هم من أصلوا لنا أن باب الاجتهاد سيظل مفتوحاً الي قيام الساعة مادام قد توافرت للمجتهد شروط الاجتهاد. كحفظ القرآن.. والسنة.. العلم باللغة العربية علما دقيقا.. وأن يكون عالماً بالدليل.. ومراتب الدليل.. وأن يفرق بين المجمل والمبين.. بين العام والخاص.. بين الناسخ والمنسوخ.. أن يكون بصيراً بالواقع لأنه لا يجوز للعالم أو المفتي أن يفتي في أي مسألة من المسائل إلا بعلمين الأول: فهم الواقع ولاحظوا أن علماءنا قدموا فهم الواقع علي الأدلة الشرعية.. ان من السفه أن أبحث في كتاب ربي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم عن دليل شرعي لواقع أجهله أو لا أفهمه أو لا أعرف أبعاده ولا أقف علي معطياته بدقة. فالفهم الواقعي هو الأمر الأول ثم بعد ذلك يقولون فهم الواجب في الواقع أي فهم الدليل الشرعي الذي ينسحب علي هذا الواقع. لا أريد أن أطيل ولكن ما أود أن اؤكد عليه أن السلفية ليست حزباً وليست جماعة وإنما هي منهج لفهم القرآن والسنة بفهم السلف الصالح فإذا طرحت أمامنا آية أو حديث فأنا اقولها صراحة أنا اُقدم فهم عبد الله بن مسعود عن فهمي. وأقدم فهم عمر علي فهمي. واقدم فهم أبا بكر علي فهمي من يلومني في هذا. أما إن نزلت بالأمة نازلة ووقعت بالأمة مشكلة لا أجد فيها كلاماً للسلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة السابقين فيجب علي أهل العلم في هذا الزمان أن يُعملوا القواعد الكلية والنصوص العامة لاستنباط الحكم الذي يناسب هذه النازلة او المشكلة الطارئة..
الجمهورية
قلتم أن فهم الواقع فوق الأدلة الشرعية. وكذا عندما تكون هناك قضية من قضايا الواقع فينبغي ان نعود الي السلف الصالح وأنا أقدم فهم السلف الصالح علي فهمي. الا تري أن هناك تناقضا بين الاثنين؟.. تناقض بين فهم الواقع الذي اعطي له الأولوية الأولي في الاستيعاب والفحص ثم الرأي وبين التقيد برؤية سابقة اعطيها المجال لتكون اقدس من فكري فكيف أفكر وما هي حدود فكري تجاه هذا الامر؟..
الشيخ/ محمد حسان
أظن أن الجواب كان واضحاً. قلت لو عُرضت علي آية من كتاب الله أوحديث من أحاديث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فأنا أُقدم فهم عبد الله بن مسعود وفهم الصحابة لهذه الآية أو لهذا الحديث علي فهمي لماذا؟.. قال عبد الله بن مسعود ما من آية من كتاب الله نَزلت إلا وأنا أعلم متي نَزلت وأين نَزلت. وأنا أقدم فَهم هؤلاء لأنهم أَفهم الناس لمراد الله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
أما إن نزلت بالأمة نازلة أو استجدت بالامة مشكلة فيجب علي علماء الزمان أن يعملوا النصوص الشرعية بأحكامها الكلية وقواعدها العامة من خلال فهم دقيق لواقع الأمة ليسقطوا الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة علي هذا الواقع.. إذ لا ينبغي علي الإطلاق أن أقف عاجزاً بدعوي أنني لا أجد قولاً في هذه النازلة لأبي بكر أو لعمر أو لعثمان أو لعلي أو لغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً. إنما باب الاجتهاد سوف يبقي مفتوحاً الي قيام الساعة وهذا لابد فيه من توافر شروط الاجتهاد لهذا المجتهد الذي سيسقط الحكم الشرعي علي هذا الواقع. فلا تعارض بيننا وبين ما نقول..
الجمهورية
لكن هنا عنصر المواءمة هل فهم الواقع هذا معناه أن أفهمها علي أنها المواءمة.. هل هذا هو الفهم المقصود؟.. إذا قلنا أن فهم الواقع هو الادراك لكل ما حولي هل هذا معناه أنني أوائم بين هذا الفكر والواقع الخاص بي الذي أري به اليوم حوله مستجدات كثيرة تحتاج الي آليات جديدة وتحتاج الي رؤي أخري وتناول مختلف والي عناصر توازن جديدة بيني وبين قوي المجتمع المحيط بي.. أين أنا من هذا في منهج السلف؟..
الشيخ/ محمد حسان
أنا أوافقك علي كل هذه الطروحات. وهذا هو الذي قال به علماؤنا: إنه لا يجوز للعالم أو الحاكم أو المفتي أن يُفتي في أي مسألة إلا بعلمين. الأول فهم الواقع فلابد من ان أكون علي بصيرة دقيقة وعلي وعي عميق بواقع أمتي. وبواقع بلدي وبالواقع الذي سأجلس لأسحب له دليلاً شرعياً من القرآن والسنة. حتي تحدث هذه المواءمة ويحدث هذا الوفاق وأنا أبشركم بأنه لا يمكن أبداً أن يصطدم العقل مع النقل الصحيح أو أن تصطدم مصلحة الناس المنضبطة بالشريعة مع الواقع فالشريعة ما جاءت إلا لتحقيق مصالح العباد. فلا تعارض أبداً بين هذه المصالح الشرعية المنضبطة الصحيحة لأن المصالح تنقسم الي ثلاثة أقسام حتي أكون دقيقاً هي: المصلحة الشرعية والمصلحة المهدرة أو الملغاة والمصلحة المرسلة.. أما الشرعية فحيثما وجد الشرع فثمة المصلحة. لأنه شرع الله الذي خلق وهو يعلم من خلق والذي يتسم بالتكامل والشمول واللعتدال والعدل والسماحة والرحمة لأنه دين ربنا سبحانه وتعالي وهذه هي المصلحة الشرعية.. فأينما وجد الشرع فثمة المصلحة.. والقسم الثاني هو المصلحة المهدرة أو الملغاة وهي المصلحة المحرمة ومثالاً لذلك.. لو أن مصر تزرع مليون فدان من العنب ولو باعت محصول هذه المساحة عنباً لحَصلت سعراً معيناً لكنها لو حولت هذه المساحة الي خمر لحَصلت أضعاف أضعاف هذا السعر.. هل نقول مصلحة البلد التي تشعر الان بحالة اختناق اقتصادي تلزمنا أن نبيع هذا العنب خمراً لا ان نبيعه عنباً.. والجواب لا فهذه مصلحة مهدرة لأنها محرمة تصطدم مباشرة مع المصلحة الشرعية. أما المصلحة المرسلة التي تختلف باختلاف الزمان والمكان فتضبطها القواعد العامة لهذا الدين ومثالاًً لذلك: توثيق عقود الزواج الآن فالتوثيق لم يكن موجودا في عهد النبي ولا في عهد القرون الخيرية الأولي ولكنها ضرورة من ضروريات هذا الزمان لنضمن بها الحقوق للنساء في زمن خربت فيه الذمم وقل فيه الورع وقل فيه الدين والإيمان.
الجمهورية
فضيلة الشيخ أرجو أن يتسع صدرك لهذه الفرضية. أنا اقول لو فهم السلفيون المنهج السلفي كما عبرت عنه الان ما كان هذا الصدام الذي نراه الان بين السلفية من جانب وبين كل من الواقع والقوي السياسية والمجتمع المصري وجموع المواطنين سواء كانوا مسلمين او مسيحيين.. كيف تفسر هذا الصدام الان؟..
الشيخ/ محمد حسان
أنا أفسر هذا بأنه ليس من حق أي أحد - وهذه معضلة حقيقية - أن يتكلم باسم المنهج السلفي وأن يُحاكم هذا المنهج بكلمات الشيخ كذا أو كذا.. وإنما يجب أن نرد كلام كل واحد مهما كان وزنه وقدره الي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم الي هذا الفهم الراقي أنا عاهدت الله أن أكون صريحاً جداً بلا اتيكيت فكري وأنا أقولها لله وأعلنتها أن هناك أخطاء قاتلة يقع فيها بعض المنتسبين الي المنهج السلفي لا يسيئون بها الي المنهج فحسب بل الي الإسلام كله.. لأنه صار الحكم الان علي الإسلام من خلال خطأ يقع فيه محمد حسان أو غيره وأنا ذكرت أنه ليس من العدل ولا من الإنصاف أن يحاكم الإسلام كمنهج ودين لمجرد خطأ بعض المنتسبين الي هذا الدين فنحن لا نقبل إن أخطأ أحد أحبابنا الصحفيين أن نحاكم جريدة الجمهورية التي أخطأ فيها هذا الصحفي وهذا ليس من الإنصاف وليس من العدل. فإذا أخطأ من ينتسب الي طائفة معينة لا ينبغي أن نحاكم هذه الطائفة بكاملها. وأنا أؤكد أن هناك أخطاء ولا ينبغي أن ننكرها. وينبغي أن تكون هذه الأخطاء محدودة وبحجمها. وأن تقدر بقدرها وأن يحاسب أفرادها لأنه للأسف لا يوجد الان من يتكلم باسم السلفيين كلهم أو باسم التيارات السلفية المختلفة لان هناك أيضاً تيارات داخل السلفية وهذه حقيقة. ونثبتها لكم أن هناك تيارات متعددة داخل المنهج السلفي وكل تيار له بعض الرؤي وهناك خلافات حقيقة موجودة بين هذه التيارات وهذا هو سر الخلاف الذي يتساءل عنه بعض أحبابنا.. من نصدق من السلفيين؟..
الجمهورية
وماذا تريدون بمصر؟
الشيخ/ محمد حسان
أتصور أنه لا يوجد مسلم مهما كان انتماؤه يحمل في قلبه ذرة من دين أو وطنية إلا وهو يحب الخير لهذا البلد.. وأنا شخصياً مستعد لان أفتدي مصر بدمي وروحي والله لا أقول ذلك للاستهلاك الإعلامي.. فمصر قد لا يعرف الكثير من الأجيال الصاعدة الان قدرها لأنهم عاشوا طيلة السنوات الطويلة الماضية في وقت قهر وظلم وفساد واستبداد فقرنوا هذه الحالة الاجتماعية الفاسدة الجائرة باسمي علم. باسمي كبيري فخرج كثير من شبابنا ينقم علي هذا الاسم الجليل الكبير¢مصر¢ وهي التي ذكاها وذكرها الله تعالي في القرآن وذكر اسمها مجرداً ويكفي أن أُذكر بآية واحدة ولها مغزي ألا وهي قول الله حكاية عن يوسف قال تعالي: ¢ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ¢ وستبقي مصر إن شاء الله تستجابة منه لدعوة الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم. آمنة الي قيام الساعة بإذن الله تعالي.. مصر أوصي بها رسول الله صلي الله عليه وسلم محمد كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر قال: ¢ إنكم ستفتحون - مصر- وهي أرض يسمي فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها فإن لهم ذمةً وصهرًا¢ وقال في حقها عمرو بن العاص إن ولاية مصر تعدل الخلافة.. هذا الكلام يكتب بماء الذهب. فمن يحكم مصر كأنه يحكم المسلمين وخلافة الأمة.. لأن مصر هي قلب العالم الإسلامي النابض ولو توقف نبض هذا القلب لتعطل هذا الجسد وترهل كله مهما كان حجمه ومهما كانت ضخامته. فمصر هي الأرض التي سار علي أرضها الانبياء.. سار علي أرضها ابراهيم ويعقوب ويوسف وإدريس وإسماعيل. وسار علي أرضها ما يزيد علي خمسين صحابي من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام حتي قال في حقها كعب الأحبار: لولا أنني أحب السكني في أرض الشام لسكنت مصر.. قيل ولما يا أبا اسحاق قال: لأن أهلها في عافية الي قيام الساعة ومن قصد مصر بسوء كَبه الله علي وجهه.. بل أبشركم بأنه مكتوب في التوراة: إن مَن قصد مصر بسوء قصمه الله عز وجل. وأنا أعلنها بكل ثقة أنه لا يوجد علي أرض مصر مصري مهما كان انتماؤه سلفيا أو اخوانيا.. انصار سنة.. تبليغ.. صوفيا.. الي غير ذلك إلا وهو يحمل في قلبه الحب لهذا البلد ولا أنكرانه قد يخطئ البعض في التعبير عن هذا الحب وقد يخطئ البعض في توجهه وتحركه لتقديم الخير لهذا البلد وهذا الأمر يحتاج الي تضافر الجهود لا الي التنافر والي التغافر لا الي التنابذ والنصح لا الي القدح.. وأنا قرأت في أحدي الصحف أنه لابد أن يكون هناك تعاملاً أمنياً مع السلفيين ولا يجوز أن يكون هناك حوار مع هؤلاء الهمج.. هل هذا حوار أم اشعال للنار؟.. هل هذه نصيحة أم قذف؟.. نحن نريد ان نعيد الان ما خرجنا جميعاً من أجل تغييره ولا حرج علي الإطلاق أن تراني علي خطأ وتوجهني ولا خير فِي إن لم أسمع نُصحك وينبغي أن يكون الحوار مهذباً مؤدباً بأدب الحوار وأن يسمع الجميع الآخر. ولو اتسع الوقت لبينت لحضراتكم أن أدب الحوار أصل من أصول هذا الدين. وأول من علمنا أدبيات الحوار هو سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.. ففي حديث في مستدرك الحاكم وسنن ابن ماجة وعند ابي نعيم في الحلية بسند حسن وكلكم يعرفه لما جاء عتبة بن ربيعة وهو مشرك. بل رأس من رءوس الكفر وجاء الي النبي ليعرض عليه اموراً وليحاوره قال له يا محمد يا ابن أخي. إنك منا حيث قد علمت من السطة أي: المكانة في العشيرة والمكان في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم. وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم. وكفرت به من مضي من آبائهم. فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها.
فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع. ولم يقل له النبي الكريم أنت كافر ولم يقل له قل يا عتبه بل كناه.. فقال له عتبة إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتي تصير أكثرنا مالاً.. ومع ما قال لم يسبه النبي الكريم.. وأضاف عتبه قائلاً: "وإن كنت تريد مُلكاً ملكناك علينا وإن كنت تريد بهذا الأمر سيادة سودناك علينا حتي لا نقطع أمرًا دونك وإن كان الذي يأتيك من الجن بذلنا أموالنا في الطب حتي تبرأ"... أنظر للأدب الراقي للحبيب.. قال له: أوقد فرغت يا أبا الوليد؟.. قال: نعم: قال: فاسمع مني.. والله ما سب الرسول عتبه ولا أغلظ له القول. أنظر الي الأدب النبوي ماذا قال؟ قال: أفعل. فأخذ رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يتلو عليه من سورة فصلت: ¢حم "1" تَنزِيلى مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "2" كِتَابى فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمي يَعْلَمُونَ "3" بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ"4" وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةي مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرى وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابى فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ "5" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرى مِّثْلُكُمْ يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهى وَاحِدى فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلى لِّلْمُشْرِكِينَ "6" الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ "7" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرى غَيْرُ مَمْنُوني "8" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ "9"¢.. واسترسل الحبيب في القراءة. وتخيلوا حلاوة القرآن حين يتلوه سيد الخلق صلي الله عليه وسلم حتي إذا انتهي إلي الآية موضوع السجدة منها وهي الآية ¢"37" وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ¢ وخر النبي ساجداً ثم رفع رأسه ونظر الي أبي الوليد عتبة بن ربيعة وقال له: قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذلك. فقام عتبة إلي أصحابه فقال بعضهم: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بوجه غير الوجه الذي ذهب به. وقالوا ما وراءك يا ابا الوليد قال: يا قوم أطيعوني وأجعلوها بي والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة وليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم يا قوم دعوا الرجل وما هو فيه فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر علي العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سحرك والله محمد. قال: هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم.. هذا هو الحوار في الإسلام يعلمنا إياه سيد المحاورين وسيد النبيين صلي الله عليه وسلم.
الجمهورية
ونحن نعيش الان حرب مصطلحات ويتم تضليل الشعب حتي المثقفون يتخذون من حرب المصطلحات مدخلاً ومنهجاً لتضليل الناس وإدخالهم في مسائل خلافية يصعب تحديد أولها من آخرها. وأريد ان اسألك وانت بهذه الرؤية والوضوح. هل نحن عجزنا أن نخلق سلفية معاصرة؟.. جديدة بعيدة عن تلك التي تتقوقع في متون الكتب القديمة.. أو هل هذا العصر لا يسمح إلا بظهور الفاسدين وتربية عتاة الاستبداد ولا يسمح ببناء رجل صالح جديد في هذا العصر؟
الشيخ/ محمد حسان
أنا عندي أمل في الله سبحانه وتعالي ثم في بلدنا في المرحلة المقبلة أن نري بروز الصالحين المصلحين وعندي أمل. ولم اصب بفضل الله بالإحباط ولن أصاب به إن شاء الله وأنا معك اخي الحبيب أن مصر في المدة الماضية نامت. ومرضت وطال نومها. واشتد مرضها ولكنها ما ماتت. ولن تموت بإذن الله ¢
ولئن عرف التاريخ أوسا وخزرجا
فلله أوس قادمون وخزرج
وإن كنوز الغيب تخفي طلائع
حرة رغم المكائد تخرج¢
أما بالنسبة للجزئية الاولي نعم. أنا معك تماماً في أننا نحتاج في هذا الوقت الي سلفيين يفهمون الكتاب والسنة ويفهمون الواقع فهماً جيداً ولا أقول واقع مصر فقط. بل واقع الامة والعالم وأنا لا أصدق أبداً أن يعيش الان رجل ينتسب الي هذا المنهج الرباني وهذا المنهج النبوي الذي يصلح الدنيا بكل جزئياتها. ولا أتصور أن منهجاً يضع لنا آداب الدخول لقضاء الحاجة ولا يضع لنا أصول إقامة دولة. ولا يضع لنا أصول التعامل مع الآخرين مع المسلمين وغير المسلمين ولا يضع لنا اصول التعامل في السياسة الخارجية والاقتصادية: هذا خلل أن يقال لا تزجوا بالدين في كل جزئية بل الدين هو يحكم كل جزئية من جزئيات الحياة. لكن نذهب الي روح هذا العصر بفهم دقيق للواقع الذي نعيش فيه. لا يجوز الان أن أستدل بفتوي لشيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه -وهو أستاذي- في قضية بعينها في واقع نعيشه الان يختلف عن الواقع الذي عاشه شيخ الإسلام. وهذا ما يحتم علي علمائنا المنتسبين الي هذا المنهج أن يكونوا علي فهم دقيق ووعي عميق وبصيرة تامة نافذة بجزئيات هذا الواقع ليستطيعوا بأمانة وصدق أن يسحبوا الأدلة الشرعية التي تتناسب مع هذا لان تصور هذا الواقع الواقع هو الذي ينبع منه الحكم.
الجمهورية
هل هذا ممكن يا مولانا؟ وكل يري أنه صاحب المنطق السليم فقط..
الشيخ/ محمد حسان
عبرت عن ذلك وقلت إن الشعار المرفوع الان بعد الثورة وهو الشعب يريد إسقاط الشعب. تسود حاله من التشكيك والفوضي ولا أسميها حرية بل أسميها حرية متفلتة. وكلنا عاشق للحرية لكن للحرية المسئولة والمنضبطة وليس معني أننا نتنفس عبير الحرية وشذاها الفواح الذي حرمنا منه طيلة السنوات الماضية أن نتفلت من ضوابط الحرية وأن تنفلت الالسنة وأن يقول كل إنسان ماشاء في أي وقت شاء. ثم يمضي بعد ذلك آمناً مطمئناَ ليصبح الكل مجروحاً وسمعته ملوثة وإذا كل فرد فيها متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك لايمكن ان تطاق بحال من الأحوال.. انا اقول: هذا ممكن في ظل الاهتمام بهذه الضوابط وأنه ليس من حق الكل أن يتكلم فيما شاء في أي وقت يشاء. وإنما لابد ان يراقب الله إن لم يكن موجودا من يراقبه من الجهات الامنية فينبغي أن نراقب الله وأن نجني ثمرة الحرية لتستفيد منها بلدنا في دفع عجلة التنمية والعمل والإبداع والإنتاج والقضاء علي الأخلاق الفاسدة. لماذا لا توجه هذه الحرية لدفع البناء والتنمية والإنتاج..؟ لماذا الي الان سقف الحرية مستخدماً في الطعن وإلصاق التهم وللهدم لا للبناء؟.. فأنا معك أن هذا ممكن إذا تعدلت هذه الأفكار والتغيير الحقيقي لن يأتي بوضع مواد للدستور أو بوضع دستور جديد كله. وأعتقد أن الواقع لن يتغير بسن قوانين جديدة وإنما يتغير بتغيرنا نحن من أعماقنا ومن داخلنا ¢ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمي حَتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ¢ فأنا أري أن الخطوة الأولي علي طريق التغيير هي تغيير الأفكار وتطهيرها. فالمؤسسات الإعلامية والتعليمية والاقتصادية والأمنية والحقيقة أنني أدين لله أن مؤسسات مصر الأصل فيها هم الشرفاء. وأنا ادين لله بهذا. وإن وجد بعض المفسدين فيجب حساب هؤلاء المفسدين محاسبة عادلة بلا تشف او ظلم ومَن أراد ان يجدد التوبة والأوبة وان يرجع إلي الله. فلا ينبغي ان نجعل من انفسنا آلهه لنحاسب الخلق في الدنيا. إنما نفتح الباب لمن أراد أن يتوب ويرجع إلي الله عز وجل ويصحح توبته برد ما سلبه من حق ومن مال. وتبقي علاقته بربه بينه وبين ربه لا يتدخل فيها مخلوق علي وجه الأرض.
أسأل الله سبحانه وتعالي ان ييسر لهذا الطرح الذي ارجوه.
كان المحور الأول عن السلفيين ومن هم السلفيون ولماذا حدث الانشقاق بينهم؟ بينما تناول المحور الثاني علاقة السلفيين بثورة 25 يناير وكيف أن بعضهم رفضها ثم حاول جني مكاسبها بينما شارك قلة من السلفيين في الثورة برغم أن بعض أدبيات السلفيين تمنع الخروج علي الحاكم مادام يقيم الصلاة المحور الثالث وكان الأكثر إثارة ودار حول تغيير المنكر بالقوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من يقوم بهذه المسئولية ولماذا يحاول بعض السلفيين هدم الأضرحة أو إجبار الفتيات علي الحجاب أو النقاب وتهديدهن بإلقاء ماء النار علي وجوههن إذا لم يلتزمن بذلك؟ وما تردد عن قتل صبي لأنه لم يصل الفجر واستكمل المحور الرابع هذه الشبهات التي تصل إلي درجة الاتهامات حول دور الفتاوي القديمة للسلفيين فيما يخص الأقباط ودور المرأة في المجتمع والديمقراطية بمعناها الحديث بينما كان المحور الخامس والأخير وهو كيفية تجميع أو توحيد التيارات التي تعمل باسم الإسلام في الساحة لتكون تحت مظلة واحدة بعيداً عن التنافر والاختلاف الذي يصل أحياناً إلي حد التكفير واليوم نواصل بقية الندوة.
* الجمهورية:لي تعقيب صغير وأرجو ان يكون صحيحاً. ان اهل السلف فهموا الواقع فهماً صحيحاً فكانت الخيرية لهم. فلو فهمنا نحن واقعنا لكانت الخيرية ممتدة منهم الينا..
** أنا اوافقك جداً.. جداً ولا خلاف في ذلك.
* الجمهورية: هناك جزئيتان الاولي لماذا لا تستغل هذا المنهج الذي تتعامل به وما منحك الله من قبول في عمل ائتلاف سلفي. يكون منظما في الفكر والإعلام. فلا نجد المتحدثين من السلفيين فلان وفلان. ولا نعرف من المختص لكي نتكلم معه.
الجزئية الثانية ان الشيخ محمود المصري عند عودته من الكويت كتب تقريرا للمفتي عن السلفية. ومجمع البحوث الاسلامية عندما اتخذ قراره الهجوم علي السلفية بعد هدم الاضرحة. هل بدأت بالفعل الحرب بين السلفية والأزهر. والامام الاكبر قال بالامس - يقصد السلفية - لو تركناهم لوجدنا الشوارع المصرية مليئة بالدماء..
** أولاً: اسمح لي بالاجابة علي السؤال الثاني لأنه مهم جداً..
* مداخلة الجمهورية: احب ان اوضح ان مجمع البحوث لم يقرر الهجوم علي السلفية. الزميل خانه التعبير..
** اسمح لي أن أبدأ الاجابة علي السؤال الثاني وأؤكد بكل صراحة ووضوح. انني شخصيا أُجل الازهر وهذا ليس كلاما جديداً لي بعد احداث الثورة لكنه مسجل مراراً وتكراراً.
أنا أُجل الازهر وأحيي الأزهر واشهد أن الأزهر وهذا تعبيري القديم. الأزهر قلعة من قلاع العلم الوسطي المعتدل وأثمن دوره. وقلت حين سئلت أين الأزهر هذا الذي تتحدث عنه. قلت لقد اصيب الأزهر بما اصيبت به مصر في المدة الماضية وأنا لن اكون أبدا واحدا ممن يدعون أو يشجع أو يسلك حربا جديدة تثور بين السلفية والأزهر..بل انادي ووددت أن لو سمع والدنا فضيلة الإمام الأكبر هذا النداء. أرجو ان يفتح الأزهر ذراعيه لاحتضان كل هذه التيارات حتي لا يبقي في مصر كلها. مَن يتكلم باسم الدين إلا الأزهر.
أتمني وأود لو دعا فضيلة الأمام كل هؤلاء علي اختلاف اطيافهم وانتماءاتهم وافكارهم. لماذا لا يجلس هؤلاء العلماء والدعاة؟.
لماذا لا يسمع فضيلة الإمام من كل هؤلاء جميعاً؟.. ما عندهم من طرح. ولنلتقي علي الأصول.
أنا اقول لا نتفق اتفاقا كلياً. مَن يقول هذا مخالف للنصوص الشرعية بل والقدرية. لا ينبغي ان يتوهم أحد أن اتفاقا كليا سيحدث بين العاملين للاسلام من علماء ومنتسبين إليه.
هذا لم يحدث في عهد النبي محمد صلي الله عليه وسلم. وقع الخلاف بين الأنبياء وبين الصحابة. لكن اقول فلنلتقي علي الاصول والثوابت والكليات وما أكثر هذه الثوابت والكليات التي نلتقي عليها.
لن اكون أبدا ولن اسمح لأي طالب من طلابنا ولاي ابن من أبنائنا ان يكون بداية أو ترسا في هذه الحرب. التي يراد لها ان تشتعل الان في بلدنا لحاجة في نفس يعقوب.
مصر لا تحتمل هذا. واقولها بكل أمانة المنهج السلفي صمام أمان. وارجو ان أكون دقيقاً أنا أكدت أن بعض المنتسبين للسلفية قد يسيء. حتي لا يسأل سؤال آخر ويقال اين انت من فلان أو فلان.
المنهج الرباني والنبوي لفهم القرآن والسنة بعد فهم دقيق للواقع هو صمام الأمان.. وأطرح عليّ أي جزئية من جزئيات الحياة - إن شئت - وأنا أؤكد لك ما اقوله الان من خلال فهمي لكتاب الله وسنة رسول الله. من خلال هذا المنهج لأؤكد لك انه فعلاً صمام أمان.
الإسلام يحترم الآخر يحترم النصاري ويحفظ حقوقهم. وهو أول المناهج التي أكدت هذا المعني. وصرحت وقلت الإسلام يمنعنا ومصر تجمعنا.
الإسلام يمنعنا ان نكره احدا علي الدخول في الدين. فكيف يأذن لنا ويبيح لنا ان نكره أحدا علي قبول رأينا. لا اكراه في الدين.
الله يقول لنبيه :¢لوشاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً. أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين¢.
الإسلام يمنعنا من اتهام الاخرين وازدراء الاخرين واحتقارهم. والآية دليل علي ذلك: ¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمي عَلَي أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَي ¢.
وفي الصحيحين من حديث عبدالرحمن بن ليلي. هذا الحديث أود لو ترجم للدنيا كلها في البخاري ومسلم. قال كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية ومرت بهم جنازة. فقاما لها فقيل لهما اجلسا.. اجلسا.. انها جنازة رجل من اهل الأرض أي من أهل الذمة. فقال رضي الله عنهما. ان النبي صلي الله عليه وسلم كان قاعداً فمر عليه بجنازة فقام صلي الله عليه وسلم فقيل يا رسول انها جنازة يهودي. فقال:¢ أليست نفساً¢.
هذا دليل يا اخواني أليست نفساً. وهو القائل كما في سنن ابوداود بسند صحيح: ¢ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أوكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة¢.
أؤكد لحضراتكم جميعا وانقلوا عني هذا. اجماعا في الأمة وتعلمون جميعا ان مسائل الاجماع في الامة قليلة جدا.
اجماعا في الأمة نقله الإمام ابن حزم في كتابه مراتب الاجماع. ان حماية اهل الذمة من النصاري بين المسلمين. قال اجمع علماء الامة علي وجوب حماية أهل الذمة من أي اعتداء خارجي.
فـأقباط مصر في أمن وأمان في ظل الإسلام العظيم. لا يحتاجون إلي استقواء بالخارج لا من امريكا ولا اوربا. بل حمايتهم واجبة علينا نحن المسلمين.
اقرأ أي مسألة من المسائل وانا أؤكد لحضراتكم ان الاسلام صمام امان بفهم القرآن والسنة بفهم أهل سلف الأمة.
إما ان يخطيء محمد حسان أو شيخ محمد يعقوب أو أبواسحاق أو الشيخ مصطفي العدوي سواء اكبر منا أو أصغر منا. وان نحمل هذا المنهج الرباني والنبوي بفهم الصحابة خطأ فلان أو فلان. أري ان هذا من الظلم الذي يأباه الشرع والعقل معاً.
* الجمهورية: لم تجب عن الجزء الأول وهو إمكانية استغلال شعبيتك في صنع ائتلاف للسلف حتي يتوحدوا علي شيء. ونعرف ما رأي السلف وماذا يقولون وأين حدودكم. حتي نستطيع ان نقول هؤلاء هم السلف. وحتي لا ينسب لكم شيء خطأ.. نريدك بشعبيتك ان تنقذ المنهج السلفي..
اضافة للزميل إن هناك مصطلحات في الكتب القديمة يستخدمها الفقهاء القدامي تثير الحساسية لدي البعض. مثل مصطلح الجزية. وليس لها محل الان ونسمعها من بعض الخطباء في المساجد وندخل في متاهات.. نريد فهم الواقع..
** أود ان ابشركم بفضل الله ان الحق سبحانه وتعالي منّ عليّ بصدر متسع جدا حتي لا اغضب... فالمشكلة التي يعاني منها اتباع المنهج السلفي وهذا سر الأزمة. انه لا يوجد لهم حتي هذه اللحظة كيان منظم كما هو عند الإخوان مثلاً أوعند الصوفيين. وهذا هو سر التشرذم وسبب التنازع حتي في الرؤي والطرح. وأنا لا أعد حتي أكون صريحا كما عهدت ربي. لا أعد اني قادر علي لم هذا الشعث وهذا الشمل. لا ادعي هذا ولا املكه. بل أعد ان ابذل ما استطعت وقد بذلت ويعلم الله طيلة الايام الماضية. بل من ثالث ايام الثورة وانا اتحرك لهذا الامر.
اقول فلنجتمع ولنجلس حتي نتفق علي الخطوط العامة للمرحلة القادمة. ليكون كلامنا واحدا. وليخرج ويتكلم رجل واحد باسم هذا المنهج. ولا يتكلم إلا بعد الاتفاق مع بعض اعضاء هذا المنهج من أهل العلم والفضل.
فعندهم بفضل الله من اللغة والأدبيات والادلة ما يستطيعون ان يردوا به علي أي مشكلة وعلي أي مسألة. بوضوح وصدق وبشفافية لاننا لا نسمح بما تعلمناه من كتاب ربنا وسنة نبينا. ان يدخل احدنا في معترك السياسة مثلا ليتحدث بلغة الساسة القديمة. لا ولكن لابد ان تطرح سياسة شرعية جديدة مدعمة بكتاب الله وسنة رسول الله. مبنية علي الصدق لا علي اللف والدوران. وأيضا مبينة علي هذا الفهم الدقيق للواقع الذي نعيشه. لا ينبغي ان اصطدم مع الواقع بدعوي ان اقف مع نص لو فتشت قد لا تجد له سندا قويا من السنة. لكن صار مصطلحا متعارفا عليه منقولا من كتاب الي كتاب. حتي صار من المسلمات عند الكثير من المنتسبين لهذا المنهج أوذاك.
الحقيقة انني ابذل ما استطيع ويعلم الله كم بذلت ولازالت مع بعض الفرقاء وأسال الله سبحانه وتعالي ان يؤلف القلوب.
* الجمهورية: حضرتك اتصلت بشيخ الازهر.. لتعرض عليه ما تقوله بالنسبة للتلاقي بين كافة التيارات تحت مظلته.
** لا.. لم اتصل به..
مداخلة الجمهورية: ادعوك للاتصال بشيخ الازهروتطلب لقاء فصيلته فرؤية الناس للامام الاكبر وبجواره الشيخ حسان سيغير مفاهيم كثيرة مغلوطة عند الناس
** أعدك من الان ومن يستطع ان يرتب لي هذا الموعد فليحاول حسب موعد فضيلة الإمام وانا مستعد.. وجاهز.. واكون سعيدا ان اذهب اليه واحضر هذا اللقاء واتمني لو حدث هذا..
احد مساعدي الشيخ حسان: انا طلبت من أمين عام مجمع البحوث ان يحدد لنا لقاء مع الامام من عدة اشهر.. ولكن لم يتحقق.
** وأكثر من مرة..
* الجمهورية: عليكم ان تطلبوا من الامام مباشرة فليس هناك افضل من الحوار المباشر فتبدأ المعلومات المغلوطة والامام الاكبر يسعي منذ لحظة توليه لرأب الصدع بين كل التيارات
* الجمهورية: لعله الان نداء ودعاء وطلب ودعوة وسنطرحه من خلال جريدة الجمهورية فقد يراه فضيلة الامام الاكبر وهو رجل نجله ونحترمه ونعتبره إمامنا الاكبر إن شاء الله. فهو قادر ان يجمع هذا الشتات إن شاء الله..
** أنا اوافقك في هذا.. وقد دعوت فضيلة الإمام أكثر من مرة من خلال شاشة الرحمة وغيرها. ومازلت اجدد هذه الدعوة. وكلنا أبناؤه ونسأل الله عز وجل ان يكون مفتاح خير وبركة بلم هذا الشمل وجمعه انه علي كل شيء قدير..
* الجمهورية: بعض فتاوي ائمة السلف السابق كتحريم مشاهدة التليفزيون وحلق اللحية وعمل المرأة وما شابه. هل تشهد الفترة القادمة مراجعة لبعض الاراء الفقهية السلفية مثل الفتاوي السابقة.
الشيء الاخر اعتلاءالسلفيين المنابر من خلال وزارة الاوقاف فيه شيء من العشوائية. ودون استئذان المسئولين وبلا قواعد إلي درجة قيام من لا يعلم باعتلاء هذه المنابر بعد الثورة.
** بالنسبة للسؤال الأول المراجعات. اقول المراجعات بدأت بالفعل وقد دعوت اخواني في اكثر من مؤتمر التقينا بهم.
ان يبدأوا هذه المراجعة لكثير من المسلمات القديمة. ولكثير من الاطروحات التي كانت موجودة في السنوات الماضية. وابشرك انه بالفعل بدأ يستجيب الكثير من اخواننا لقضية هذه المراجعة. وأنا لا اجد في هذا عيباً ولا حرجا.
الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان ولا يختلف فينا اثنان ان امامنا الكبير الامام الشافعي رحمه الله تعالي له مذهبان. مذهب قديم ومذهب جديد.
الأمر الثاني حقيقة لا اوافق ابدا علي ان يعتلي أي احد مهما كان وزنه العلمي وقدره الدعوي. منبرا من منابر الأزهر أو منابر الاوقاف إلا باستئذان المسئولين عن هذا المنبر. واشهد الله حين طلب مني والدي الشيخ حافظ سلامة واعلن في الجزيرة والعربية وال بي بي سي والرحمة وغيرها من الفضائيات انه سيصلي الجمعة في مسجد النور وسيكون الخطيب محمد حسان. قلت يا شيخنا لابد ان نستأذن اخواننا وذهبت بنفسي لاستأذن الوزير المؤَدب الدكتور عبدالله الحسيني الذي احسن استقبالي. واذكر له هذا الخلق الكريم والادب الراقي. واذكر أيضا لمشايخنا الافاضل في وزارة الاوقاف الذين والله كاد استقبالهم وحفاوتهم أن تبكيني. لدرجة انهم اصروا ان اتقدم لاصلي بهم إماماً. وهذا ان دل إنما يدل علي تواضعهم وأدبهم. وحاولت بشتي الطرق ألا اتقدم فأبوا. هذا ان دل يدل علي أدبهم وتواضعهم جزاهم الله خيرا وأبيت ان اصعد المنبر إلا بعد ان أذن لي الوزير. حتي في خطبة جامع عمرو بن العاص حين بلغني ان بعض الشباب قالوا ان الجمعة القادمة لمحمد حسان.
قلت أبدا والله لا ارتقي هذا المنبر أبدا إلا إذا طلبني فعلا اخواننا القائمون علي امر هذا المسجد رسميا وقد كان بالفعل. وجاءوا واتصلوا بالاخ محمود الذي يرتب اللقاءات والمواعيد واكدوا هذا الموعد.
قلت له اتصل بهم وقل لهم هل استأذنوا اخواننا في وزارة الاوقاف. فاتصل فأكدوا علي هذا. حتي انني تأكدت من احد اخواننا وكلاء الوزارة ان الوزارة توافق علي ان ارتقي مسجد عمرو ابن العاص.
والله والله في الزاوية التي اصلي فيها الي جوار بيتي انا اقف خارج الزاوية. حتي يقيم المؤذن الصلاة ويتقدم الإمام حتي لا اقحم نفسي علي القبلة. وأهل المكان يعلمون ذلك. إمام الزاوية أولي. وانا لا اقول هذا من نفسي هل تعلموا ان هذا نص نبوي : ¢ولا يؤمنا الرجل الرجل في سلطانه إلا بإذنه¢. فلو كنت انت طالب علم عندي. لا يجوز شرعا ان ادخل مسجدك وانت امامه وانت تلميذي. لا يجوز شرعا ان اتقدم القبلة لأؤم المصلين إلا إن أذنت لي. فضلا علي ان أعتلي منبرك الذي تعلوه إلا إذا اذنت لي أما ما حدث من البعض بأن قاموا بالخطابة دون موافقة إمام المسجد الرسمي فلا أعلم له أصلاًَ في كتاب الله ولا سنة رسول الله. ولا حتي في اخلاقنا ولا قيمنا نحن المسلمين.
* الجمهورية: قال الشيخ يوسف القرضاوي ان السلفيين كانوا ضد الثورة. واعتبروا الثوار منحرفين عن الكتاب والسنة وخارجين علي ولي الامر. وكنا نقرأ في ادبيات اهل السلف عدم الخروج علي الحاكم مادام يؤدي الصلاة.
لكن نري السلفيين يدافعون عن الثورة هل تغيرت في ادبياتهم. ام الحقيقة هو ما قاله الشيخ القرضاوي..
النقطة الثانية موقفكم من الانتخابات واتفاقكم مع الاخوان المسلمين. هل هو اتفاق حقيقي ام هو كما قال الشيخ القرضاوي هو اتفاق بغير تحالف..
وما هو موقف السلفيين من الانتخابات البرلمانية وهل بينهم تنسيق..؟
** اختلف السلفيون بالنسبة لنظرتهم للثورة. اختلفوا الي ثلاث طوائف..
الأولي: ما تفضل به اخي الاستاذ جلاء ان رأي بعضهم أن ما حدث خرج علي الحاكم. وسحبوا الادلة الشرعية علي هذه القضية. التي لا اجد لها علاقة علي الاطلاق بما حدث علي ارض التحرير في مصر ولا يتسع الوقت لسرد الادلة الان. ولقد كتبت بحثا شاملا في هذه الجزئية وعكفت وقرأت جل ما كتبه علماؤنا. والاشكال انه لا خلاف بين هذه النصوص والادلة الشرعية لكن الخلاف وارد من تحقيق مناطات هذه الادلة الشرعية.
بمعني اسقاط هذه الاحكام الشرعية علي الواقع الذي حدث في مصر وهذا هو سر الخلاف.
الطائفة الثانية: طائفة رأت ان ما حدث من ثورة ليس خروجا علي الحاكم. وان الخروج عند كل علمائنا الذين تحدثوا عن الخروج. ما هو إلا خروج بالسيف وخروج بالقتال والادلة الشرعية تدعم هذا وتؤكده واذكر دليلا واحد مثلاً. كما في صحيح مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها انه صلي الله عليه وسلم قال :¢ يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة¢.. فالادلة تؤكد علي أن الخروج عند علمائنا هو الخروج بالسيف والخروج بالقتال وخروح مناصرة لوالي وإمام ليمكن علي والي أو إمام مُمكن.
كل الخروج الذي حدث في التاريخ الاسلامي من أول الخروج علي عثمان بن عفان رضي الله عنه. إلي آخر خروج هو خروج بالسيف.
كخروج ابن الاشعب الذي نستدل به علي الحجاج بن يوسف وعلي عبدالملك بن مروان كان خروجا بالسيف.
الشاهد ان الطائفة الاخري رأت ان هذا لا علاقة له بقضية الخروج. وبالتالي لا ينبغي ان نستدل بهذه الادلة في الاحاديث للخروج علي هذا الواقع.
لان هؤلاء الثوار ما خرجوا للخروج علي الحاكم. لكن خرجوا للمطالبة برفع الظلم وتحقيق العدل. وهذه مطالب مشروعة شرعها الاسلام العظيم.
ثم إنهم لم يسفكوا الدماء لكن سىفكت دماؤهم. وما خرجوا للقتال بل قُتلوا. هذه هي الطائفة الثانية. وهذا ما ادين به لله تبارك وتعالي. وصرحت به حتي قبل التنحي.
الطائفة الثالثة: طائفة رأت الصمت والسكوت حتي تنتهي هذه الحالة. لأنهم رأوا انها فتنة ولا يجوز القتال في الفتنة. وأنا قلت ليس هناك قتال. لكن علي أي حال هذه رؤيتها.
رؤية السلفيين للثورة تنقسم الي هذه الأقسام ومازالت هذه الطوائف موجودة إلي الآن.
* الجمهورية: يقال ان السلفيين يحاولون تحقيق بعض المكاسب علي حساب هذه الثورة..
** ما برز الان علي الساحة في توجه بعض السلفيين أو بعض طوائف السلفيين في العمل السياسي. هؤلاء هم الذين انطلقوا مع الثورة من بعد ايامها الاولي.
اليوم الاول والثاني والثالث لم يتحرك احد. كان الأمر يُعد مظاهرة من المظاهرات. حقيقة عند الجميع حتي عند الثوار انفسهم.
الشاهد عندما تبلورت الصورة بعد اربعة وخمسة ايام. خرج هؤلاء عندنا مثلا في الاسكندرية والمنصورة نعم خرجوا بفضل الله تبارك وتعالي.
فمازالت هذه الطوائف برؤياها وافكارها موجودة إلي الآن.
* بالنسبة للانتخابات البرلمانية قال الإخوان انهم سيشاركون بنسبة 30%. فهل للسلفية خطة أو اجندة معينة في ذلك
** مازال المنتسبون الي المنهج السلفي الي هذه اللحظة مختلفين في قضية الدخول للانتخابات. هناك اخواننا السلفيون في الاسكندرية علي وجه التحديد بدوأ فعلا في تأسيس حزب. وسيخوضون هذه الانتخابات القادمة.
أري انهم ايضا اختاروا متحدثا رسميا باسمهم. وأؤكد لك ان هذا التوجه أيضا له مخالفون ومعارضون. ليست التيارات الاسلامية كلها بصفة عامة. وإنما حتي في داخل التيار السلفي.
* الجمهورية: كيف نفك الاشكالية بين طرح حزب ديني او حزب اجتماعي بمرجعية دينية. هل هناك محاولة لزرع بلبلة او شك بين المرجعية والدينية وصفتها كذا والحزب الديني صفته كذا.
** التعديلات حسمت المسألة بانه لا يسمح بتأسيس حزب علي اساس ديني. لكن لا يمنع علي الاطلاق من داخل هذه الاحزاب وان لم تكن مؤسسة علي اساس ديني. ان يوجد اهل العلم واهل الدعوة في مثل حزب ينشأ باسم التيار السلفي ليضبط العمل بالمادة الثانية من مواد الدستور وهو ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
* الجمهورية: لمنع اللغط هناك طرح اعلامي والسقف مفتوح والكل يقول ما عنده بغير تحرج. ألا تري فضيلتك ان تنشيء حزبا وتترشح للرئاسة القادمة..
** أما أنا فلا ما حييت. لن ادخل غمار السياسة أبداً. ولكن سأظل خادما للقرآن والسنة. وسأظل خادما لهذا البلد. لا اطمع ولا افكر في اي منصب سياسي ولا منصب ديني. وسأظل خادما ما حييت للقرآن والسنة ثم لبلدي الحبيب الذي اعشقه مصر..
* الجمهورية: هل السياسة حرام..؟
** ليست حرام لكني أري ان اشرف عمل بالنسبة لنا هو الدعوة الي الله عز وجل :¢ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَي اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ¢
وأري ان دخول المعترك السياسي قد يمس بشكل مباشر الجانب الدعوي عند الدعاة والعلماء..
* الجمهورية: لماذا تأخذ الجانب السلبي بالنسبة للسياسية؟ أليس من الممكن أن تقوي الإيجابي منها؟
** قد يقويه فعلا اذا دخل السلفيون في احزاب سياسية منظمة. لن يكون لهم كيان في القرار السياسي إلا من خلال هذه الاحزاب.
لكن اتكلم عن رموز الدعوة وعن العلماء وكذلك اصحاب المنهج السلفي اتفقنا جميعا حتي لو دخل السلفيون في حزب سياسي. يبقي العلماء والدعاة الي الله عز وجل بعيدين عن المشاركة السياسية في هذه الاحزاب لتبقي مكانتهم بين الناس.
* الجمهورية: ألا تدعو زملاءك السلفيين في الاسكندرية علي سبيل المثال..
** لن افعل هذا باسم التوجه السلفي. لأن هذا ربما يضر المنهج السلفي ان اخطأ هذا المرشح الذي ارشحه.
* الجمهورية: هل فضيلتك قلت من لا يقول نعم للتعديلات الدستورية فهو آثم؟
** لا.. هذا خطأ في الفهم. ما علاقة الحلال أو الحرام في كلمة نعم أولا في التعديلات الدستورية. بل قلت انه يجب علي الأمة المصرية ان تخرج عن بكرة أبيها ما استطعوا. ليعبروا عن رأيهم في هذه التعديلات بنعم أو لا.. كلى يعبّر عن رأيه بأدب واحترام. وقلت تبقي الفطنة في النهاية لهذا الشعب الذكي العبقري الالمعي. الذي لا يستطيع أحد يضحك عليه أو يخدعه مهما كان وزنه وكان قدره
المصدر / جريدة الجمهورية
..
الموضوع : مـاذا يريـد بنـا السـلفيـون ؟ حوار الشيخ محمد حسااان بجريدة الجمهورية المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: Yahia