السلام عليكـــم و رحمة الله و بركاته
سنضع أخواتي الكريمات واخوانى الافاضل في هذه الموضوع بحول الله فوائد منتفاة من شرح كتاب الوجيز في فقه السنة و الكتاب العزيز لفضيلة الشيخ عبد العظيم بدوي حفظه الله و قد قام بشرحه شيخ فاضل بارك الله في عمره و عمله نحسبه كذلك و لا نزكيه على الله
نسأل الله أن يجعل هذه العمل حجة لنا و أن يتقبله منها و أن يجزي خيرا كل من ساهم في انجازه
و الله ولي التوفيق
اللقاء الأول
_____________________
س : عرفي علم الفقه ؟
ج : تعريف علم الفقه : هو علم الاستنباط من الأدلة الشرعية واستخراج الأحكام التفصيلية من أدلتها العلمية .
س : ما هي المراحل التي مر بها علم الفقه إبتدأ من عهد النبيr ؟
أولاً : علم الفقه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
1- لم يكن الفقه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مدونا يعنى مكتوب
2- لم يكن البحث في الأحكام للفقه في عهد النبي r مثل بحث الفقهاء من بعده من حيث البحث في الأدلة واستنباط الأحكام
3- الفقه كان رأى العين كان الصحابة ينظرون إلى وضوء النبي rيتوضأ فيتوضؤن كما توضأ كانوا يفعلون كما يفعل صلى الله عليه وسلم دون أن يبين لهم هذا فرض أو هذا شرط أو هذا سنه
4- كانت الفتيا على عهده صلى الله عليه وسلم واقعية بمعنى أن تقص عليه الأحداث فيفتى فيها كانت ترفع له القضايا فيقضى فيها رأى العين وكانت لا تشترط حضور كل الصحابة ولكن يمكن أن يحضر البعض والبعض الأخر لا يحضر فيحفظ بعض الناس الآقضيات وبعضهم لا يعلم بها .
من هنا لم يقع اختلاف بين أصحاب النبي r في حياته .
ثانياً : علم الفقه في عهد الصحابة بعد وفاة النبى r
س : إذكري أسباب اختلاف الصحابة وما هي صور هذا الاختلاف ؟
( ملحوووظة مهمة جدااا: هناك فرق بين الصور والأسباب .)
ج :أسباب اختلاف الصحابة
1- أن يسمع صحابي حكما في قضية أو فتوى ولم يسمعه الأخر فيجتهد الذي لم يسمع برأيه في ذلك
صور هذا الاختلاف
أولا : أن يقع الاجتهاد موافقا للحديث
مثال : ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن امرأة مات عنها زوجها ولم يفرض لها قضى برأيه فوافق رأيه حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقر على ذلك معقل بن يسار
ثانيا : أن يقع بينهما المناظرة ويظهر الحديث على خلاف ما أفتى به من لم يسمع فيرجع من لم يسمع إلى الحديث .
مثال : أبو هريرة كان من مذهبه أنه من أصبح جنبا فلا صوم له حتى أخبرته بعض أزواج النبي r بخلاف مذهبه أن النبي rكان يفتى بخلاف ما أفتى به أبو هريرة فرجع أبو هريرة عن مذهبة .
ثالثا : أن يبلغه الحديث لكن ليس على الوجه الذي يقع به غالب الظن فلم يترك إجتهاد بل طعن فيما أوصل الحديث .
مثال فاطمة بنت قيس طلقت ثلاثا فلم يجعل لها النبي r نفقة ولا سكنى فرد عمر شهادتها لأنه كان يفتى بأن المطلقة لها نفقة وسكنى وقال لا نترك كتابا الله لقول امرأة لا نعلم صدقها من كذبها فقالت عائشة يا فاطمة اتقى الله .
رابعا : أن لا يصل إليه الحديث أصلا .
مثال : أن ابن عمر كان يأمر النساء أن ينقضن رؤسهن عند الغسل من الجنابة فسمعت عائشة فقالت يا عجبا لابن عمر هذا ، يأمرهن أن ينقضن رؤسهن الآ يأمرهن أن يحلقن رؤسهن فقد كنت اغتسل أنا ورسول الله r من إناء واحد ولم أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث افراغات (هذا في حال الجنابة فقط)
2- أن يروا النبي r يفعل فعلاً فيحمله بعضهم على القربى ( النافلة )
وبعضهم على الإباحة
مثال : أنهم رؤا النبي صلى الله عليه وسلم يرمل في الطواف فذهب جمهورهم أن الرمل في الطواف سنه وحمله ابن عباس أنه فعله لعارض عرض له ابن عباس ذكر أن النبي rسمع المشركين كانوا يقولون حطمتهم حمى يثرب فأمرهم النبي rبالرمل حتى يرى المشركين قوتهم .
3- اختلاف الوهم ( عدم التيقن من الفعل ) .
مثال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجاً فرأة بعضهم متمتعا وبعضهم أنه كان قارناً وبعضهم ذهب أنه كان مفردا
4- اختلاف السهو والنسيان .
مثال : ابن عمر كان يقول اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب فسمعت عائشة رضى الله عنها فقالت سهى ابن عمر النبي r لم يعتمر في رجب
5- اختلاف الضبط
مثال أن ابن عمر روى عن النبي r أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه لأنه قضت عائشة عليه بأنه وهم ولم يضبط فقالت عائشة ( بل الحديث مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها أهلها فقال أنهم يبكون عليها وإنها تعذب في قبرها فظن ابن عمر أن العذاب معلول بالبكاء وظن أن الحكم عاما على كل ميت .
6- الاختلاف في علة الحكم
مثال القيام للجنازة النبي r مرت عليه جنازة يهودي فقام لها فظن بعضهم أنه قام لتعظيم الملائكة فهذا يعم المؤمن والكافر وقال قائل آخر إنما قال النبي r لهول الموقف فيعم المؤمن والكافر أيضا وقال قائل أخر بل كره أن تعلو فوق رأسه فيخص بالكافر ( اختلاف في علة الحكم )
7- الاختلاف في الجمع بين المختلفين .
مثال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى رسول الله صلى اله عليه وسلم عن استقبال القبلة في قضاء الحاجة بعض الصحابة عند سماع هذا القول ذهب إلى أن هذا الحكم غير منسوخ منهم أبو أيوب الأنصاري ذكر عندما ذهبنا إلى الشام وجدنا لهم كنفا ووجدنها تجاه القبلة فكنا ننحرف عنها قليلا ونستغفر الله أما جابر رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبول تجاه القبلة قبل وفاته بعام فذهب جابر أن الحكم قد نسخ أو يحمل على الكراهة وابن عمر رأى النبي r يقضى حاجته مستدبر القبلة .
إلى هنا انتهى بفضل الله وحده - اللقاء الأول .
____________________
تابعونا
الموضوع : فوائد من شرح كتاب الوجيز .... متجدد بإذن الله المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya