تﻘﺪﻡ ﻃﺒﻴﺐ ﻟﺨﻄﺒﺔ ﻓﺘﺎﺓ ﻭ
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ
ﺑﻈﺮﻭﻓﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﺷﺘﺮﻃﺖ
ﺍﻥ ﻻ ﺗﺤﻀﺮ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ
ﻟﻜﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ
ﺍﺣﺘﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻰ
ﺃﻣﺮﻩ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻻ
ﻭﺍﻟﺪ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﺘﺮﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭ ﻛﺎﻥ
ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﻟﻴﺴﺘﺸﻴﺮﻩ
ﻭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺄﻟﻪ:ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺮﻁ؟ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻓﻰ ﺧﺠﻞ:
“ﺃﺑﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ
ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻭ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻰ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﺗﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻨﻔﻖ
ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺘﻰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﺑﺪﺃ
ﺣﻴﺎﺗﻰ ﺍﻻﻥ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﺎﺫﻩ”:ﻟﻲ ﻋﻨﺪﻙ
ﻃﻠﺐ ﺻﻐﻴﺮ..ﻭﻫﻮ ﺃﻥ
ﺗﻐﺴﻞ ﻳﺪﻱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﺣﺎﻟﻤﺎ
ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ,ﺛﻢ ﻋﺪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻲ
ﻏﺪﺍ ﻭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ
ﺭﺃﻳﻰ”
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ
ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻪ
ﻳﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻬﺎ
ﺑﺪﺃ ﺑﻐﺴﻞ ﻳﺪﻱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ
ﺑﺒﻂﺀ,ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣﻮﻋﻪ
ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻟﻤﻨﻈﺮﻫﻤﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻼﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ
ﻣﺠﻌﺪﺗﻴﻦ, ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻌﻞ
ﺍﻷﻡ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺣﻴﻦ ﻳﻼﻣﺴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺎﺀ!
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻱ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ,ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ
ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﺤﺪﺙ
ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ
ﻗﺎﺋﻼ:
ﺍﺷﻜﺮﻙ ﻓﻘﺪ ﺣﺴﻤﺖ ﺃﻣﺮﻯ
ﻟﻦ ﺍﺿﺤﻰ ﺑﺄﻣﻰ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ
ﻳﻮﻣﻰ ﻓﻠﻘﺪ ﺿﺤﺖ ﺑﻌﻤﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻏﺪﻯ
===========
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﻦ
ﺑﻮﺍﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺑﺮﺿﺎﻫﻢ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
الموضوع : قصة قصيرة وعظة عظيمة المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: aya