على حسن عبد الهادىكبار الشخصيات
تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: شخصية الأسبوع الشخصية الأولى بعد الستين السبت 25 أغسطس 2012, 10:19 pm | |
|
الشخصية الأولى بعد الستين ج2
- تم تعيين جمال عبد الناصر ضابطًا برتبة ملازم ثان بالكتيبة الثالثة مشاة، ثم تنقل بين الإسكندرية والصحراء الغربية، ثم عمل في السودان عام 1940م، ثم منح رتبة نقيب وعين مدرسًا بالكلية الحربية عام 1942م، ثم التحق بكلية أركان الحرب عام 1945 وتخرج منها في مايو 1948م، واشترك في حرب فلسطين وهو برتبة صاغ (رائد)، وبعد عودته عمل مدرسًا بمدرسة الشؤون الإدارية، ثم اشترك في حرب القناة عام 1951م وفي نوفمبر 1951 عين مدرسًا بكلية أركان الحرب.
-تنوع النشاط السياسي لجمال عبد الناصر، فقد اتصل بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1945م، واشترك في تدريب جهاز الجماعة السري على السلاح، وقام بالتنسيق مع قيادات الجماعة قبل قيامه بالثورة، كما اتصل بالتنظيمات الشيوعية، ونظم اتصالا مستمرا مع قيادات مختلفة في التنظيمات الشيوعية، كما نظم مع مجموعة من الضباط تنظيمًا عسكريًا سريًا، وقد اشترك بنفسه في محاولة اغتيال بعض السياسيين قبل قيامه بالثورة.
وقبل الانتقال إلى شخصية جمال عبد الناصر بعد الثورة لا بد أن نلقي الضوء على بعض الاتصالات والعلاقات الشائكة التي مهد بها جمال عبد الناصر لثورة 1952.
بادئ ذي بدء لا بد أن نقول: إن مصدر هذه الرواية هو يهودي برتبة كابتن واسمه بروهام كوهين وهو من أصل يمني، وقد تمت ترجمة روايته أكثر من مرة، فنشرت في مجلة "التحرير" الصادرة عن ثوار يوليو في 11 مارس 1953، كما نشرت بقلم محمد حسنين هيكل في مجلة "آخر ساعة" المصرية بتاريخ 25 فبراير 1953، والمصدر الأخير هو جمال عبد الناصر نفسه في يومياته العسكرية التي كتبها في أثناء حصار الفالوجا، ويوميات قائده الأميرالاي "السيد طه"، ويوميات الكابتن "بروهام كوهين" وكلها نشرت في كتاب لصحفي غربي، وتمت ترجمة الكتاب بصورة محدودة بمعرفة هيئة الاستعلامات، ولكن هذه اليوميات –خاصة يوميات السيد طه- نشرت بمعرفة هيكل في آخر ساعة في إبريل 1949، ونأتي إلى يوميات أو رواية كوهين وموجزها أن اليهود بعد حصارهم للقوات المصرية في الفالوجا، أراد "إيجال آلون" قائد اليهود في المنطقة التفاوض مع المصريين على الاستسلام والانسحاب، وأرسل القائد الكابتن كوهين من أجل التفاوض، وكان الضابط الذي التقى به هو جمال عبد الناصر. وتستمر الرواية، باستمرار اللقاء المتكرر، الذي كان يستمر أحيانًا عدة ساعات في انتظار رد الحكومة المصرية أو القيادة اليهودية على عرض كل طرف بخصوص الانسحاب، وفي هذه الأثناء تكلم كوهين وجمال عبد الناصر، وكان اهتمام جمال –حسب رواية كوهين- معرفة قدرة واستطاعة اليهود إخراج البريطانيين من فلسطين، وكيفية تنظيم التنظيمات السرية المسلحة، وكيفية عملها. هذه كانت الاتصالات المباشرة الأولى.
أما الاتصال الثاني، فقد كان بطلب من الحكومة الإسرائيلية للحكومة المصرية، فقد طلبت إسرائيل من مصر أن تساعدها في تحديد مواقع دفن ضحاياها من اليهود أثناء المعارك في الفالوجا، وفي العرف العسكري يتم إرسال قائد الفرقة الموسيقية العسكرية للقيام بهذه المهمة، ولكن إسرائيل طلبت البكباشي جمال عبد الناصر؛ لأنه هو من قام بدفن اليهود القتلى في هذه المنطقة، وفي فبراير 1950 يصل جمال عبد الناصر، ويكون الطرف الإسرائيلي هو الكابتن بروهام كوهين، ويقضي جمال عبد الناصر يومًا لأداء هذه المهمة، ولكن عاصفة ثلجية تعطل الطرق، فتطول الزيارة، ويعود بعدها جمال عبد الناصر إلى مصر، وقد ورد على لسان جمال عبد الناصر تأكيد للحديثين في كتاب فلسفة الثورة ص26، كما كتب جمال عبد الناصر بنفسه في أكتوبر 1954 في الأوبزرفر البريطانية عن الثورة.
"ولم يقتصر الأمر في فلسطين على مقابلة الأصدقاء الذين ساهموا معي في العمل من أجل مصر، بل جاءتني هناك تلك الأفكار التي أضاءت لي الطريق الذي كان عليّ أن أقطعه، وطالعت في بعض الأوقات مقالات كتبها عني ضابط إسرائيلي يدعى بروهان كوهين.. ويروي الضابط في هذه المقالات: " كان الموضوع الذي يحدثني جمال عبد الناصر عنه دائمًا هو كفاح إسرائيل ضد الإنجليز، وكيف نظمنا حركة المقاومة السرية في فلسطين، واستطعنا حشد الرأي العالمي وراءنا في كفاحنا ضدهم؟"، وقد صار بروهان كوهين هو الخبير بشخصية جمال عبد الناصر في المخابرات الإسرائيلية.
نستطيع أن نرسم صورة تقريبية لأسلوب جمال عبد الناصر في الإعداد للثورة، داخليًا الاتصال مع القوى المؤثرة والاستعانة بها لتأمين الثورة، وضمان التأييد الشعبي لها، مع عدم وضعها على منصة السلطة، تأمين الوضع الدولي فالعدو القريب يتمثل في إسرائيل والإنجليز، إسرائيل يمكن تأمين موقفها بعدم شحن الجماهير أو الجيش للثأر من هزيمة 48، ووضع الأمر (أي الهزيمة) على كاهل النظام الداخلي، وبالاتصال مع وريث بريطانيا وهو الولايات المتحدة الأمريكية والتنسيق معه، يمكن بذلك ضمان عدم قيام القوات البريطانية بالتحرك ضد الحركة المرتقبة. وبعد أن تستقر الأوضاع للثوار نبدأ في مراجعة المواقف المختلفة. لا بد من الاعتراف بعبقرية الرجل في التخطيط.
الموضوع : شخصية الأسبوع الشخصية الأولى بعد الستين المصدر : مسجد الهدي المحمدي الكاتب: على حسن عبد الهادى توقيع العضو/ه :على حسن عبد الهادى | |
|
|